كتب رئيس التحرير:
ما من دولةٍ عربيَّةٍ في مأمنٍ من الخطر الذي يُمثله الكيانُ الصهيونيّ. وإذا كانتْ بعض الدول اطمأنّتْ إلى تطبيعها فستستيقظ ذات يومٍ على عدوانٍ من قبل هذا الكيان الذي أثبتت الوقائع أنَّ دوافع غريبة تُسيِّره لا علاقة لها بالسياسة أو المصالح بل هي نتاج وجوده غير الطبيعيّ الذي فرض بالقوّة في محيطٍ لا يمكن أنْ يستوعبه أو يتقبله.
ويخطئ من يظنّ أنَّ الطاقة العدوانيَّة للكيان تنتهي عند حدود فلسطين أو لبنان أو ما ترسمه خرائط خرافاته القديمة من نيل مصر إلى فرات العراق. فكما أنَّ هذا الكيان بلا خريطةٍ واضحةٍ حتى الآن، فإنَّ خرائط كراهيته تتمدَّد وتتوسَّع ما دام هذا الجرح السريّ يؤلمهم، أعني حقيقة شعورهم بأنهم ليسوا أصحاب الأرض وبينهم وبين شعوب المنطقة أسيجة من نار.
التهديدات التي يوزّعها أقطاب الكيان المحتلّ في كلِّ الاتجاهات ليستْ فقط نتاج مأزق حروبهم غير العادلة في غزّة ولبنان، بل هي في المستوى الأعمق نتاج مأزقٍ وجوديّ ظلَّ فاعلاً منذ تأسيس كيانهم سنة (1948) ما جعلهم مجرَّد ثكنةٍ عسكريَّةٍ في حالة إنذارٍ دائم.
تهديداتهم التي وُجِّهتْ للعراق مؤخّراً نتاج هذه العقليَّة الخائفة التي تستحضر أعداء لها من بطون كتبٍ مغرقة في قدمها وخرافتها، كمزاميرهم التي تتوعّد بسحق رؤوس أطفال بابل بالصخور "يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يمسك أطفالكِ ويضرب بهم الصخرة"، ومن خوفهم المزمن الذي تُعيده عليهم دائماً حقيقة أنَّ كيانهم طارئ على المنطقة.
السلام لوطننا العراق الذي هو أكبر من تهديداتهم وخرافاتهم.