د. سهام السامرائي
بحسب رؤيا أحد المفكرين قال : أعداء النجاح ثلاثة هي : الشعور بالراحة والتشبع وافتقاد الرغبة والحافز للتغيير والتطوير الإيجابي، اختلاق الأعذار والحجج والتعلل لعدم الاستطاعة والعجز عن التغيير بسبب الإمكانيات المادية بسبب الظروف بسبب الناس، الاستسهال وتفضيل الطريق السهل مع أن النجاح الباهر وتحقيق النتائج المرموقة لا يحصل إلا بعد اجتياز الطرق الصعبة.
ونضيف عدواً رابعاً ربما يكون الأخطر هو: ذلك الشخص الفاشل المضطرب نفسياً المتلوّن حسب ما تقتضيه مصلحته المملوء قلبه لؤماً وحسداً وحقداً الفاشل أمام نفسه وإن كان ناجحاً أمام الآخرين، الذي يشعر بالتهديد من نجاحات الآخرين والذي لا يقوى على رؤية غيره متفوقاً الذي ارتقى على أكتاف غيره ووصل بالصدفة إلى مرتبة لا تليق به مما يدفعه لتجنيد نفسه وأتباعه لتدبير المكائد وللحيلولة دون تقدم الناجحين وعرقلة طموحهم وتعطيل مصالحهم وتشويه انجازاتهم بغرس العقبات في طريقهم وبوضع العصا في الدواليب أو التقليل من انجازاتهم خوفاً من تميزهم ومزاحمتهم له، ويشغل نفسه بمتابعة الآخرين على حساب ادائه، وتراه فاشلاً في الأمرين في مراقبته وأداء عمله.
فيفضح نفسه بمحاولاته الدنيئة للنيل منهم. فالناجح والمتميّز يشكل مصدر قلق دائم وكابوس مزعج لمثل هؤلاء المرضى.
تقول الكاتبة أحلام مستغانمي : (( النجاح كما الفشل، اختبار جيد لمن حولك، للذي سيتقرب منك ليسرق ضوءك والذي سيعاديك لأن ضوءك كشف عيوبه، والذي حين فشل في أن ينجح، نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاحك)).
هذا الشخص غالباً ما يظهر في حياتك ربما قريبك أو من عائلتك أو صديقك أو زميلك أو مسؤولك في المؤسسة التي تعمل بها.
إن ظهور أعداء النجاح في مسيرتك هو المؤشر الأول على نجاحك، وأنك في المقدمة وبفضلهم ستصل إلى القمة بسلالم صنعوها لك بأيديهم. ما عليك سوى المضي في طريق التفرد والتفوق والتميّز دون الاستماع لأصواتهم الشاذة وتضييع الوقت في مواجهتم.
عِدائي لهم فضلٌ عليَّ ومنةٌ
فلا أذهبَ الرحمنُ عني الأعاديا
همُ بحثوا عن زلَّتي فاجتنبتُها
وهم نافسُوني فاكتسبتُ المعاليا
ختاماً، الفلاسفة يقولون الشعور بالنقص هو
بداية الكمال فإذا لم يشعر بالنقص فمتى
يتكامل !!؟؟.