برلين: أ ف ب
على الرغم من تصدرهما الترتيب في الدوري المحلي، يعاني بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي في التأقلم مع النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وستكون المواجهة المباشرة بينهما اليوم الثلاثاء على ملعب أليانتس أرينا في الجولة الخامسة مهمة للحاق بالمراكز الثمانية الأولى المؤهلة مباشرة للأدوار الإقصائيَّة.
بعد أربع مبارياتٍ، تعرَّض بايرن لهزيمتين، بما في ذلك خسارته أمام برشلونة الإسباني (1 – 4) بقيادة مدرِّبه السابق هانزي فليك، الأمر الذي وضعه في المركز السابع عشر في الترتيب. بينما وضعُ باريس سان جرمان أسوأ، حيث يحتلّ المركز الخامس والعشرين.
بالنسبة لفريقين تواجها في نهائي دوري الأبطال قبل أربع سنواتٍ فقط، ويتصدَّر كل منهما الدوري المحلي بفارق ستِّ نقاط، فإنَّ هذا التقهقر القاري يمثل مصدر قلق.
معاناة بايرن تبدو بعيدةً كلَّ البعد عن أدائه في مرحلة المجموعات للنظام السابق، إذ اختتم أبطال أوروبا ستَّ مرّاتٍ هذه المرحلة برقم قياسي من (40) مباراةً بدون خسارة، محققين (36) فوزاً وأربعة تعادلات.
كانت آخر خسارة لهم في مرحلة المجموعات السابقة عام (2017) أمام سان جرمان بالذات بثلاثة أهدافٍ نظيفة.
وعلى الرغم من الإخفاق القارّي هذا الموسم، فإنَّ الفريق الذي يقوده المدرِّب البلجيكي فنسان كومباني يُقدِّم أداءً كبيراً، باستثناء خسارتين قارياً، إذ يواصل الفريق البافاري سلسلة اللاهزيمة محلياً.
لكنَّ كومباني الذي يُعدّ عمره التدريبي قصيراً، يحتاج إلى تصحيح المسار قارياً، فالإقصاء من دور المجموعات يُعدّ احتمالاً لا يمكن تصوّره وقد تكون له عواقب حقيقيَّة على البلجيكي.
ضمن صفوفه، يعرف المخضرم توماس مولر أنَّ سان جرمان الذي لا يزال لديه مواجهة أمام مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنكليزي أربع مرّاتٍ متتالية، سيكون حريصاً على تعويض البداية المخيِّبة في أوروبا.
خسارة سان جرمان أمام بايرن في نهائي (2020)، عندما سجَّل كينغسلي كومان الذي تخرّج في أكاديميَّة النادي الباريسي، هدف الفوز، تبقى الأقرب لتحقيق النادي الفرنسي لمجد دوري الأبطال المنتظر منذ تسلّم الإدارة القطريَّة.
معاً، فاز بايرن وسان جرمان بـ(21) من آخر (24) لقباً متاحاً في الدوريين الألماني والفرنسي، وأصبحا معتادَيْنِ على مواجهة بعضهما البعض في أوروبا.
وستكون هذه المرّة الرابعة خلال ستة مواسم التي يلتقي فيها الفريقان. فاز بايرن في أربعٍ من آخر خمس مواجهات، لكنَّ سان جرمان أقصاه في ربع نهائي موسم (2020 – 2021).
ويأمل المهاجمون السريعون لفريق العاصمة في إزعاج دفاع بايرن الذي يفتقد لاعبي خط الوسط الدفاعيين ألكسندر بافلوفيتش والبرتغالي جواو بالينيا.
وسيكون المدافع الدولي ضمن صفوف بايرن دايو أوباميكانو في وضعٍ أفضل من غيره لمعرفة ما يمكن توقعه من زملائه في المنتخب الفرنسي عثمان ديمبيليه وبرادلي باركولا.
سيتي يطمح للتعافي وإنتر للصدارة
انتظر جمهور مانشستر سيتي انتهاء النافذة الدوليَّة الأخيرة لرؤية فريقه ينتفض بعد أربع خساراتٍ متتاليةٍ في مختلف المسابقات، لكنّه تعرَّض لخسارةٍ خامسةٍ مذلةٍ أمام توتنهام برباعيَّةٍ نظيفةٍ في الدوري.
وهي الخسارة الأولى لسيتي على ملعبه (الاتحاد) منذ تشرين الثاني (2022)، كما أنها المرة الأولى التي يتلقّى فيها الفريق خمس هزائم متتالية منذ (18) عاماً عندما كان يُشرف على تدريبه ستيوارت بيرس.
ويأمل سيتي في الفوز على فينورد الهولندي والصعود إلى المراكز الثمانية الأولى، إذ يحتلّ المركز العاشر راهناً.
بدوره، يسعى إنتر الإيطالي إلى اعتلاء الصدارة مؤقتاً حين يلتقي لايبزيغ الألماني في سان سيرو.
وسيحاول فريق المدرِّب سيموني إنزاغي مواصلة سلسلة اللاهزيمة التي وصلتْ إلى (11) مباراةً في مختلف المسابقات، وذلك أمام فريقٍ خسر جميع مبارياته القاريَّة ويقبع في المركز (32).
ويتميَّز إنتر هذا الموسم بدفاعه القوي، وهو واحد من فريقين فقط في دوري الأبطال لم يتلقَّ أيَّ هدفٍ (مثل مواطنه أتالانتا).
ولم يخسرْ حامل لقب الدوري الإيطالي في مبارياته البيتيَّة الـ(11) الأخيرة في دوري الأبطال (فاز في تسع)، كما حافظ على نظافة شباكه في تسعٍ من هذه المباريات.
لكنَّ تاريخ مواجهات “نيراتسوري” مع الأندية الألمانيَّة لا يصبّ في صالحه، ولو أنها ستكون أول مواجهةٍ مع لايبزيغ. خسر إنتر في (7) مباريات وتعادل مرةً وفاز ثلاث مراتٍ فقط أمام الألمان. خسارته الأخيرة على أرضه في المسابقة كانت أمام فريقٍ ألماني أيضاً، هو بايرن ميونيخ في أيلول (2022).
ويحلّ أرسنال الإنكليزي الثاني عشر ضيفاً ثقيلاً على سبورتينغ البرتغالي ثاني الترتيب والذي فقد مدرِّبه روبن أموريم لصالح مانشستر يونايتد.
ويسعى بريست الفرنسي الرابع إلى مواصلة تألقه القاري المفاجئ، عندما يحلّ ضيفاً على برشلونة السادس.