فلسطين لن تكون مخطوطة ممسوحة
مالو هالاسا
ترجمة وإعداد: مي إسماعيل
تتصدى معارض فنية وكتب جديدة لعامٍ كامل من محاولات إلغاء حضور الفن والثقافة والصوت الفلسطيني عالميا.. بعد عام من الحرب على غزة، ما زالت الفنون والرموز والرسائل والصور المرئية القادمة من هناك تتعرض للحظر والرفض والتجاهل. في الولايات المتحدة جرت إزالة الشعارات واللافتات المؤيدة للفلسطينيين من حرم الجامعات، وجرى "نصح" الأساتذة من قبل إدارات الجامعات ألا يُعبّروا عن آرائهم تجاه الموضوع. وكما كان الحال في الجامعات الأميركية؛ واجهت المتاحف والمؤسسات الثقافية، التي كانت يوما معاقل لحرية التعبير والاختلاف؛ مراحل من الخوف والقلق.
في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي رفضت الكاتبة الحائزة على جائزة بوليتسر "جومبا لاهيري" جائزة من متحف نوغوتشي الأميركي بعد طرد ثلاثة من موظفيه بسبب ارتدائهم الكوفية الفلسطينية. وفقدت إحدى الموظفات عملها واستقال آخرون غيرها من مركز "شارع 92 الثقافي" بنيويورك بسبب ملصقات مؤيدة لفلسطين.. وحتى ارتداء دبوس يحمل العلم الفلسطيني كان يُسبب مشاكل؛ رغم أن إدارة المركز أبلغت الموظفة أن لا مانع من ارتداء دبوس يحمل العلم الإسرائيلي!.
في متاحف لندن الكبرى اتخذت الرقابة مظاهر أخرى أكثر مكراً؛ إما بعدم الاكتراث أو التجنب الصريح.. تجاهل معرض "طرق الحرير" الباذخ الذي أُقيم بالمتحف البريطاني غزة؛ وهي مركز تجاري مهم بين شرق وغرب البحر المتوسط؛ أي- الطريق التاريخي لتجارة التوابل والبخور والمنسوجات.. تقول المؤرخة " كاثرين بانجونيس" (المهتمة بتاريخ الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط. المترجمة) في أطروحتها: " كُتِبَ على القماش"، من مختارات أدبية جديدة بعنوان "الفجر في غزة": "غازاتوم-gazzatum"، هو نسيج دقيق الصنع من خيوط الحرير أو الكتان، ويُدعى بالفرنسية "غزة-gaze" وبالإنجليزية "غوز-gauze"؛ مشتقا من اسم مكان نسجه: غزة، ويسود الاعتقاد أنهُ نشأ أساسا من هناك..".
"أصوات المقاومة"
كثيرا ما واجهت الفنون الفلسطينية عقباتٍ كبيرة، نبع بعضها من محاولات الكيان الصهيوني مسح الهوية الفلسطينية وانتحال وسرقة بعض الثقافات الأصلية الفلسطينية ونسبها لتاريخه. كما جابه الفن الفلسطيني محاولات قوية للتعتيم عليه ومحاربته في المحافل الدولية. يتشابك الفن والكلمات في الخطوط الأمامية للثقافة التي أصبحت واجهة لمأساة غزة وأزمتها الإنسانية.. نظّم مركز "باربيكان" للفنون التعبيرية في لندن خلال الربيع الماضي معرضا بعنوان " قوة وسياسة النسيج في الفن"، وقد انسحب منه اثنان من المشاركين بعدما ألغى المركز حوارا بعنوان "الكارثة بعد غزة- The Shoah after Gaza" (=Shoah: كلمة باللغة العبرية تعني الكارثة أو المأساة. المترجمة) للروائي والباحث الهندي "بانكاج ميشرا- Pankaj Mishra" المناصر للقضية الفلسطينية (= ناقد أدبي ومؤلف وصحفي وكاتب. المترجمة). ومع ذلك، في أيلول (سبتمبر) تجاوز الباربيكان توتره المؤسساتي واستضاف ندوة "أصوات المقاومة"؛ التي تضم كتاباً وناشطين، ونظمتها دار نشر "كوما بريس". كان مقررا أن تُعقد الندوة في مسرح مانشيستر وفضاء المعارض في شهر نيسان الماضي؛ لكن المسرح ألغى المناسبة بعدما تداول المجلس التمثيلي اليهودي في مانشستر الكبرى مزاعم كاذبة حول معاداة السامية وإنكار الهولوكوست ضد أحد الكتاب المشاركين في الندوة؛ وهو الكاتب الفلسطيني "عاطف أبو سيف"، مؤلف كتاب "لا تنظر يسارا: يوميات الإبادة الجماعية" عن غزة. ((يقدم الكتاب رواية مروعة من مصدر مباشر عن تجربة الأيام الـ 85 الأولى من الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة)).
فنانو غزة في لندن
كانت تلك مجرد أمثلة عن العديد من حالات الرقابة ((ضد الصوت الفلسطيني)) على مدار الاثني عشر شهرا الماضية؛ ولكن عندما تختار المؤسسات الكبرى الانسحاب أو التهرب؛ فإن المبادرات الأصغر والأكثر قوة تملأ الفراغ. من هنا كان معرض الفن الفلسطيني بقاعة "غاليري P21" في لندن، الذي سيمتد إلى 21 كانون الأول المقبل؛ وتُعرض فيه لوحات ورسومات وتكوينات لثمانية وعشرين فنانا. وصل المعرض من المتحف الفلسطيني بالولايات المتحدة، ويضم منسوجات جدارية ورسوم أطفال غزة منذ عام 2008؛ بعدما شنت إسرائيل عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية ضد غزة.
افتُتِحَ معرض "الفن الفلسطيني" بلوحة زاهية الألوان عن طبيعةٍ هادئة، لأحد مؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر: "نبيل عناني". أظهرت اللوحة الكبيرة صفوفا من الأشجار والمزارع الهادئة والتلال المترامية التي مشى فيها يوما "رجا شحادة" (محام وكاتب وناشط فلسطيني من مواليد رام الله. المترجمة) وكتب عنها في أعماله؛ حتى حجزها الاحتلال بجداره الكونكريتي العازل واقتلع أشجار الزيتون. وبينما يستمر الهجوم على غزة يحكي عنوان اللوحة "البحث عن اليوتوبيا" الكثير عما يجري على الأرض، وأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة وتكثيف التوغل البري الصهيوني في لبنان.. يقول "عناني" إنه امتلك دائما.. "الشغف بجمال الحياة الريفية الفلسطينية وطبيعتها الساحرة".
يعتمد فنانو غزة (ومنهم- "محمد الحاج و"ميسرة بارود") على مواد بسيطة نسبيا للاستخدام خلال التهجير والقصف: ورق وأقلام خشبية وأقلام حبر. رسم "بارود" مذكرات يومية عن الحرب؛ قال عنها: "قصص عن التدمير والفقدان والموت والضعف والتهجير والخوف والألم والصبر والمرونة والانكسار". تبدو الشخوص الإنسانية في لوحات "بارود" ذات زوايا حادة ومليئة بالعاطفة.. ويمضي قائلا: "القصة هنا عن حربٍ لها قدرة هائلة على الأذى، تتحدى المسافات والجغرافية بسرعة فائقة؛ لتجلب الموت لعدد أكبر من الناس بوقتٍ أقصر..".. بالنسبة له كان.. "الرسم هو الطريقة الوحيدة كي اُعلن أنني ما زلتُ حياً..". جرى تدمير المنزل الذي كان يعيش فيه مع أطفاله العشرة وكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى (حيث كان يعمل مُدرساً) بالكامل وسُويتا بالأرض.. تقدم عناوين لوحات "بارود" لمحات حميمة عن حياته اليومية خلال الحرب؛ وكان منها: " المصادفة… (أنك ما زلت حرا!)"، و"يا قاتلي تمهل قليلا.."، و"قطتي الجميلة أعطت لأطفالي حيواتها السبع قبل أن يلتهمها الطائر الحديدي .."! عُرضت أعمال "الحاج" و"بارود" أيضا في متحف فلسطين بعنوان: "أجانب في وطنهم"، بقصر مورا التابع للمركز الثقافي الأوروبي في البندقية، تزامنا مع بينالي البندقية المستمر حتى 24 تشرين الثاني /نوفمبر 2024؛ بينما تتزايد صعوبة إخراج الأعمال الفنية من غزة يوما بعد يوم.
تحرير الفن من الاستعمار
يعيش الفن في مناطق الحروب والنزاعات والاحتلال توترات بين الجماليات والمواجهة والسياسة؛ وهذا يشمل الفنون الفلسطينية أيضا؛ وهكذا اعتمدت بعض تلك الفنون على الخرائط الفلسطينية .. في معرض "غاليري P21" لندن كانت الخريطة الأرضية الكبيرة التي رسمها المؤرخ ورسام الخرائط د. "سلمان أبو ستة"؛ مؤسس جمعية "أرض فلسطين". تُظهر الخريطة "فلسطين التاريخية" قبل عام النكبة 1948، مؤشرا عليها كافة الأسماء لمدنها وبلداتها وقراها الأصلية. وفي الطابق الأسفل من المعرض ظهر مصير العديد من تلك المناطق في عروض فيديو على شاشتين بعنوان "الخريطة المتحركة للنكبة" عام 2023، من تصميم المعمارية ومخططة المدن وفنانة الواقع الافتراضي "نسرين زاهدة" المقيمة في طوكيو.. تكمن القوة المُروّعة للفيلم في عرضه لمدى سرعة ووحشية التطهير العرقي الذي مارسته إسرائيل خلال ما يسمى "حرب الاستقلال"، وقد خصصت فيه نسرين.. "ثانية واحدة لكل مدينة أو بلدة أو قرية دُمِرَت وتهجّر سكانها على يد القوات الصهيونية" خلال النكبة..
يذكر الكتاب الجديد "تصور فلسطين: تاريخ الاستعمار والنضال من أجل التحرير" أعمال د. سلمان أبو ستة وغيره من أعضاء هيئة التأليف لكونهم مؤثرين في إصدار سلسلة "تصور فلسطين: العودة ممكنة"؛ التي يُوجه ملصقها الاهتمام إلى حقيقة أن.. "الأغلبية العظمى من المدن والقرى الفلسطينية التي دمرتها إسرائيل في فلسطين التاريخية لم تجرِ إعادة بنائها.."؛ وستكون جاهزة لعودة النازحين الفلسطينيين إليها والاستقرار فيها وفقا لقرار الأمم المتحدة برقم 194. لكن السلطات الصهيونية منعت عودة الفلسطينيين ودعت بدلا منهم اليهود من كافة أنحاء العالم للهجرة إلى الأرض المحتلة والحصول على المواطنة الإسرائيلية مباشرة. نتيجة للأخبار المتتابعة والدعاية ارتفع التوجه لاقتناء الفنون الفلسطينية، وهذا يعني أمرا حلوا وصعبا معا بالنسبة لمدير غاليري 21 الفلسطيني "يحيى زلوم"؛ فبالنسبة له كل عمل فني يُباع سيحرم الجمهور من الاطلاع عليه.
التزم غاليري 21 منذ أكتوبر 2023 بعرض برنامج مستمر تقريبا للفن الفلسطيني والأحداث الجارية، إذ يسعى لإيصال نتاجات الفنانين وسكان غزة على وجه الخصوص إلى الجمهور العالمي. يصف زلوم مسار الغاليري بالتعامل مع.. "قضايا مواجهة الاستعمار؛ وهو مسعى نقدي يتضمن كشف الروايات الاستعمارية الراسخة، والاعتراف بالظلم التاريخي ((ضد الفلسطينيين)).."، بينما.. "يعمل على تقييم منظورات ثقافية متنوعة.. مع الالتزام بتصحيح أخطاء الماضي". يمضي زلوم متحدثا عن انهماكه في مجالي الفن ودعم فلسطين؛ أنه منذ أحداث أكتوبر عام 2023..: "حاولت قوى خارجية إخماد الأصوات الفلسطينية"، واعترف أن تنظيم فعاليات ومعارض للفن الفلسطيني كان أكثر صعوبة بالنسبة للمؤسسات التي تتعامل مع الجمهور؛ مقارنة بدور النشر التي تنتج كتبا عن غزة وفلسطين من دون انقطاع. فتلك الأخيرة لا يبدو أنها تواجه نفس المستوى من العداء السافر والانتقاد من الجماعات الداعمة للكيان الصهيوني. وفي وقت ينخفض فيه التمويل للفن في بريطانيا؛ كان منظور زلوم واضحا: "من وجهة نظري فإن إعطاء التفويض لحملة الأسهم والفنانين والقيمين على المعرض وحتى أعضاء مجلس إدارة الغاليري، يعني أنني أُقدم لهم دعما أكبر لإقامة المعارض؛ وهذا أفضل بكثير من قيامي بتنظيم المناسبات بصفتي فلسطينيا منفردا..".
فن الإنفوغرافيك وإنفوغراف الفن
تزامنا مع الاحتجاجات التي عمّت المؤسسات الثقافية والجامعات الأميركية ضد الحرب على غزة، ظهرت الحاجة لإيصال معلومات تخص القضية. هنا قدّم كتاب "إعادة تصوّر فلسطين" العديد من البوسترات وصفحات الانفوغراف التعليمية؛ بعدما اتخذ من مقولة الكاتب "هشام مطر" نقطة بداية: "مهما تكن الجذور اللغوية المتنوعة للكتابات، فكلها تتفق على وجود جانبين لطرح القضية؛ أحدهما توضيح القضية والآخر الاعتراض ((بتفنيد حجج الخصوم))... لذا يمكن للمرء أن يزعم أنه من أجل الاحتجاج عليه توضيح ماهية الشيء أولا". ويبدو أن كلماته تلك تنطبق خاصة على حالة الإلغاء المستمر الذي يواجهه الفن الفلسطيني من القوى الصهيونية المعادية.
تُغطي بوسترات الانفوغرافيك (وهي سهلة القراءة والفهم) القضايا الرئيسية التي تواجه فلسطين؛ من "استعمار المستوطنين" و"النكبة المستمرة" والبيئة؛ إلى الولايات المتحدة و"المشاركة بالتواطؤ" وغيرها. يعرض فصل "المسير في ظل الفصل العنصري" بعض نواحي المعاناة اليومية التي يواجهها الشعب الفلسطيني: أنظمة الطرق ومسارات الحافلات المنفصلة في الأرض المحتلة، والمقارنة بين منع الأميركان السود من استخدام الحافلات في أميركا خلال ستينيات القرن الماضي، والمنع من وسائل المواصلات اليوم للفلسطينيين، وحالات الولادة القسرية للفلسطينيات في نقاط التفتيش الإسرائيلية، والسيطرة على تغطية الهاتف في الأراضي المحتلة، إضافة للتحكم بالماء والكهرباء والعملة والنظام القانوني وتسجيل النفوس واستيراد وتصدير البضائع.. والأرض بالطبع؛ وهذه كلها تخضع لسيطرة دولة صهيونية متعصبة.. ويشير منظمو المعرض إلى أن عرض تلك الأمثلة يمثل ما يصفه "أدوارد سعيد" بأنه.. "قراءة الصهيونية من الأسفل"؛ أي بمعنى: "من وجهة نظر ضحاياها..".
في الكتاب هناك خرائط قديمة وأخرى جديدة.. "فلسطين تنكمش، إسرائيل تتوسع"؛ تغطي سنوات 1918 - 2017. يُعرض هنا تكاثُر المستوطنات الصهيونية غير الشرعية في الضفة الغربية اليوم؛ وتمثيل الأراضي الفلسطينية بلون فيروزي تتجاوز عليه التعديات الإسرائيلية باللون الأسود. يتزامن الاستحواذ على الأراضي الفلسطينية مع العنف؛ ومن هنا جاء مُلصق: "تصاعُد عنف المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية المحتلة"، ليكشف زيادة الاعتداءات بنحو 196 بالمئة منذ عام 2017؛ مع إدراج أعداد الفلسطينيين المتضررين والأشجار المُقتلعة والمواشي المسروقة أو المقتولة أو المتضررة، والسيارات المُدمّرة.. ولا شك أن تلك البيانات ارتفعت عام 2024. ملصقات الانفوغراف تلك تذكيرٌ جذري بأن الإبادة الجماعية جزء لا يتجزأ من الاستعمار الاستيطاني. والأكثر وضوحا صارخا هنا كان توثيق وتمثيل التصريحات العنصرية للمسؤولين الصهاينة عن طريق ملصق "الهيمنة المقصودة"؛ (ويتضمن مقولات لنتنياهو منذ عام 2020 وشارون منذ عام 2000). وهناك ملصقات أخرى تضم تصريحاتٍ لمسؤولين صهاينة تزيح الستار عن الفكر الحقيقي الكامن وراء الاعتداء على غزة.
التجويع سياسة رسمية صهيونية
حتى جذور السياسة الصهيونية الحثيثة للتضييق على دخول الأغذية إلى فلسطينيي غزة جرى توثيقها بوضوح في سلسلة من ملصقات الإنفوغراف منذ عام 2018.. حمل أحدها المعلومات التالية: "وفقا لإسرائيل يحتاج الفلسطينيون 43 بالمئة من منتجات الألبان أقل و19 بالمئة من اللحوم أقل و37 بالمئة من الفواكه والخضروات أقل من الإسرائيليين.. وتعاني 40 بالمئة من العوائل الغزّية انعداما حادا للأمن الغذائي بسب الحصار الإسرائيلي". وصل الانحدار من التضييق على وصول إمدادات الغذاء وتفعيل المجاعة إلى أقصى حد عام 2023؛ كما ظهر في ملصق "مُحاصرون"؛ وجاء فيه: "وصل أقل من اثنين بالمئة فقط من الأغذية المعتادة إلى غزة"؛ ولا ريب أن هذا أقل مما يوجد فعليا لدى الذين ما زالوا مُحاصرين هناك. ووفقا للتقارير الإخبارية فقد قام الغزّيون المحاصرون بتناول أوراق التوت البري والخبيزة البرية وغيرها لدفع الجوع.
يشرح الملحق الموجود في كتاب "تصوّر فلسطين" التفكير المفاهيمي والصور التي تكمن وراء الرسوم البيانية التوضيحية للمجموعة؛ بعد بحثٍ تمهيدي.. "لتوضيح الرسالة والأهداف وتأطير العرض البصري..". بعد عامٍ من بدء الحرب وتوسعها إلى لبنان ومناطق أخرى، لم يكن تقديم مثل تلك النتاجات الفنية (مثل "تصور فلسطين") أكثر وضوحا وصراحة مما مضى..تلك التجارب الأصلية يمكن أن نراها ونشعر بها ونسمعها في معارض مماثلة عن فلسطين؛ لكن الإنسان الاعتيادي؛ سواء كان فنانا أو كاتبا؛ المُعارض للإبادة الجماعية في غزة، يجري إسكاته وأحيانا طرده من عمله.. ويبقى السؤال عن كيفية كسر حواجز الإعلام المعادي والمراقبة والخوف وإيصال الحقيقة إلى العالم..
• عن موقع “المركز- The Markaz review”