الكتابة للتحرر من الماضي

ثقافة 2024/11/27
...

  ترجمة: كامل عويد العامري

كنت متأخرًا نسبيًا في التعرف على توني موريسون، ذلك الصوت الذي لم يكن له مثيل في صلابته وسخائه، بمزيج من السماح والغضب، متسائلًا عن العبودية والذاكرة والهوية. ولدت كلوي أنتوني ووفورد عام 1931، وبدت لي كلوحة رفيعة للمصائر الفردية - حفيدة العبيد، وأصغر أبناء عائلة من الطبقة العاملة مكونة من أربعة أطفال، وابنة عاملة نظافة وعامل لحام، والتي جمعت بنفسها أنشطة عديدة، فهي ناشرة، وأم، ومؤلفة... كانت تقول إنها تكتب في هدوء الصباح الباكر، قبل أن يستيقظ أحد أطفالها ويناديها بأعلى صوته. حتى قبل أن أقرأ لها، كنت أكن لها مودة واحتراما عميقين بالفعل، وهو ما جعل قراءتها أكثر حيوية.
لقد فتح منح جائزة نوبل للسلام لباراك أوباما باب التساؤل غير المسبوق عن الهوية الأفرو-أمريكية أو الأفريقية-الأمريكية. كانت موريسون مهيبة في كلماتها القوية حول هذا الموقف، وكانت الإنسانية هي رايتها الوحيدة. ولخصت ذلك بقولها: "العرق هو معيار فارغ ليس له معنى أكثر من الجنس أو لون العينين: العرق لا يقول شيئًا عن الشخص الذي تنظر إليه. بالطبع، أنا أكتب عن المجتمع الأمريكي الأسود، لكني أشعر إلى حد كبير مثل الكاتب الروسي الذي يكتب عن الروس: شخصياته مميزة، لأنها روسية، لكن ما يهم حقًا، في النهاية، هو أنهم بشر، وأن القارئ، الذي يشاركهم التجربة الإنسانية نفسها، يشعر بأنه متصل بهم، وحميم معهم". كونية مضيئة بعيدة كل البعد عن النزعة الانفصالية الحالية.
في روايتها الخامسة والأكثر شهرة "محبوبة" التي نُشرت عام 1987، استلهمت الكاتبة أحداثها من خبر يعود إلى عام 1856، اكتشفته أثناء تجميعها لسلسلة من المقالات الصحفية عن ثقافة وتاريخ السود عندما كانت تعمل محررة في دار راندوم هاوس - وهو خبر مقتل طفلة صغيرة على يد والدتها العبدة التي لم تتحمل رؤيتها تعيش في العبودية.
تنتمي رواية "محبوبة" إلى تقليد روايات العبيد، التي كتب معظمها في القرن التاسع عشر على يد عبيد سابقين محررين، وتجمع بين السيرة الذاتية والسرد التاريخي مع قيمة سياسية أو تعليمية. تشيد توني موريسون بهذا التقليد، لكنها في الوقت نفسه تنأى بنفسها عنه، لأن قصتها، بعد مرور أكثر من قرن من الزمان، ليست سيرة ذاتية يمكن قراءتها وكأنها نسيج رفيع من الذكريات التي تدور أحداثها في حاضر مراوغ.
حازت "محبوبة" على جائزة بوليتزر عام 1988. وفي عام 2006، اختارت صحيفة نيويورك تايمز بوك ريفيو الرواية كأفضل عمل روائي أمريكي في السنوات الخمس والعشرين الماضية.
لماذا رواية "محبوبة" أكثر من أي رواية أخرى من روايات موريسون الثمانية التي تضرب جذورها كلها في تاريخ المجتمع الأمريكي الأسود الذي جعلته منطقتها الروائية، من "العين الأكثر زرقة عام 1969" إلى "الحب عام 2003", مروراً بروايات "سولا" و"نشيد سليمان" و"طفل القطران" و"الجاز والجنة"؟
ربما لأن الرواية تغمر القارئ منذ البداية في عالم فريد - عالم المنزل الذي وقعت فيه جريمة قتل الرضيعة، حيث تعيد صياغة قواعد النوع الخيالي بطريقة رقيقة وقوية. من الحكمة أن يحاول القارئ في رواية "محبوبة" فك شفرة شبح الذكريات والانقطاعات السردية التي تعكس تيهان الوعي. وربما لأن الرواية تأخذه في رحلة غريبة بين جنوب وشمال الولايات المتحدة، بين عالم الأحياء وعالم الأموات، بين الحرية والعبودية. ولا شك في أنها تتحدث عن الجوهر - حب الأم، وبهذا الحب تتحدث عن مصير شعب بأكمله.

124 طريق بلوستون
في عام 1856 إذن، لجأت مارغريت غارنر، العبدة الأفريقية الأمريكية التي هربت من منزل سيدها، إلى ولاية أوهايو الحرة [أي ولاية لم تكن تعترف بالعبودية]. تمكن مالكيها - وهذه الكلمة مؤلمة ولا تطاق - من العثور عليها واستعادتها، معتبرين إياها مجرد قطعة أثاث. وعندما رأتهم، وفي حركة يائسة، قتلت مارغريت غارنر ابنتها البالغة من العمر عامين لمنعها من أن تصبح عبدة. لقد قتلت من تحب رفضًا للتصرف الذي يجعل الإنسان شيئا ذليلا، وحباً بالحرية.
هذه هي الحادثة المأساوية التي ألهمت توني موريسون لكتابة روايتها "محبوبة"- عند مفترق الطرق بين التاريخ والخيال، الواقع والخيال. بطلتها، العبدة السابقة التي تدعى سيث، اختارت التضحية بأطفالها بدلاً من الحكم عليهم بحياة العبودية: "كل أبيض كان له الحق في الاستيلاء على جسدك بالكامل لسبب أو لآخر. ليس فقط لإجبارك على العمل، أو قتلك، أو تشويهك، بل لتشويه سمعتك. [...] لم تستطع أبداً أن تسمح بحدوث ذلك لأبنائها. أفضل ما لديها كان أطفالها. كان يمكن للبيض أن يلوثوها، هي، ولكن ليس أفضل ما لديها، ما هو جميل وسحري فيها - ذلك هو الجزء الذي كان نقيا منها."
لكن سرعان ما اضطرت سيث إلى مواجهة شبح ابنتها الذي عاد ليطارد المنزل الذي تعيش فيه: "كان المنزل رقم 124 مسكوناً بالحقد. مشبعاً بلعنة طفلة." هذا الحضور الذي لا يمكن تسميته ظهر أولاً على شكل روح، ثم في صورة امرأة شابة غامضة تدعى محبوبة، وهو تجسيد خيالي لذكرى مدمرة. نحن في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة- بعد أن مهدت حرب الاستقلال الطريق إلى إلغاء العبودية، في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، في المنزل رقم 124، شارع بلوستون بالتحديد - "124"، مجرد رقم مثل الذي كان يمكن وشمّه على جسد العبيد.
هذا هو المكان الذي فيه تعيش سيث وابنتها الصغرى دنفر. لقد تقلصت عائلتهما بشكل كبير: فقد توفيت الجدة، بيبي سوغز، والدة زوج سيث، وهي امرأة طيبة القلب تحظى باحترام كبير في مجتمع السود؛ وهرب ابنا سيث، هاوارد وبوغلر، في سن الثالثة عشرة هربًا من وطأة لعنة تطارد العائلة. بقيت سيث ودنفر وحيدتان، تتشبثان ببعضهما البعض لمواجهة المصير وإحياء ذكرى مؤلمة.
وها هو بول دي، آخر الناجين من العبيد الخمسة الذين كانوا يعملون في المنزل نفسه الذي كانت تعمل فيه سيث في كنتاكي، هو من أعاد إحياء الذكريات. لم يلتقِ بول دي وسيث منذ ثمانية عشر عامًا، واستحضار الماضي المشترك يقربهما ويؤلمهما في الوقت نفسه. تتذكر سيث الوحشية والعار والجروح الجسدية والنفسية: "جاء هؤلاء الرجال وأخذوا حليبي" - حليب الأم الذي انتزعه منها أبناء المالك بعنف وهي حامل". وتتابع قائلة: "أجبر مدير المدرسة أحدهم على شق ظهري، وعندما التئم أصبح كشجرة. لا يزال ينمو"- شجرة رسمت على جلدها بوحشية بالسوط، لمجرد أنها تجرأت على قول الحقيقة عن الاغتصاب.
مع قدوم امرأة شابة بكماء، لا تستطيع أن تنطق باسمها إلا بصوت أجش "محبوبة"، تغير كل شيء. اهتمت بها دنفر وسيث، يطعمانها ويأويانها، تحت نظرات بول دي الفضولية إن لم تكن مستنكرة. تحتضن سيث محبوبة وتحميها، وتشاركها ذكرياتها، ذكريات والدتها، وحياتها كعبدة، وزواجها، حتى أنها تنسى ابنتها الأخرى رغم أنها على قيد الحياة، تعود ذكرى قتل الأطفال إلى السطح: "داخل المنزل، كان هناك صبيان ينزفان في نشارة الخشب والتراب عند قدمي امرأة سوداء كانت تحتضن بيد واحدة صبياً ثالثًا مغطى بالدماء على صدرها، وبيدها الأخرى كانت تمسك بطفل رضيع من كعبيه، ورأسه إلى الأسفل.". لقد انقذت الجدة بيبي ساغز الصبيين في اللحظة الأخيرة، لكن محبوبة ماتت. تبرر سيث فعلتها لبول دي قائلة: "لقد أخذت أطفالي ووضعتهم في مكان آمن". هذا الرجل الذي كان غارقًا في هذه الكشف المرعب، وغير قادر على البقاء إلى جانبها مدة أطول، يغادر المنزل.
بعد رحيل بول دي، تدهورت الأوضاع في المنزل رقم 124. تستنزف محبوبة طاقة سيث بسبب تأثيرها عليها، والتي بدأت تفقد وزنها بسرعة. وهي تشعربالقلق، عليها اخبرت دنفر المجتمع بما يحدث. تشك النساء في القرية بأن محبوبة هي شبح ابنة سيث، فيقررن طرد هذا الكائن الشرير. وعندما وصولن إلى المنزل رقم 124، وجدن امرأة شابة عارية وحاملا تقف على الشرفة فقلن: "الطفلة الشيطانية كانت خبيثة، وجميلة".
ستنتهي قصة محبوبة بالرحيل بالغرابة نفسها التي جاءت بها، عائدة إلى النهر الذي خرجت منه، بعد أن دفعت سيث إلى الجنون - وهي على وشك قتل مالك المنزل بكسارة ثلج. لقد تركها رحيل محبوبة لا حول لهل ولا قوة، محطمة بسبب شعورها بفقدان طفلتها للمرة الثانية. ألم تكن محبوبة بقدر ما هي ابنة سيث هي الذاكرة المنتهكة لكل الشعوب المضطهدة أو العار الذي يجلل اولئك الذين بقوا على قيد الحياة؟

الذاكرة القتيلة
تعكس بنية رواية "محبوبة" وهي عبارة عن تشابكات من الاسترجاعات لأحداث وقعت في الماضي، وتمظهرات، وإسقاطات، المسار المتعرج والمتقطع لذاكرة مؤلمة. يشعر القارئ بالحيرة، منتزعا في كل صفحة عن معالمه وتوقعاته، متأرجحًا كما كان العبيد ينتقلون من مكان لآخر، منطلقًا من الضجيج إلى الصمت، ومن الحنان إلى الحقد.
هذه الذكرى الجريحة عزيزة على توني موريسون، التي لطالما تساءلت في جميع أعمالها عن كيفية التعايش معها - مع العار، والكراهية، والشعور بالذنب، وإرث العبودية. أو كيف تتخلص منه. "بالنسبة للسيث، كان المستقبل يعتمد على إمكانية احترام الماضي": في رواية "محبوبة"، الماضي هو تهديد دائم يتجسد في شخصية شبح. وتسعى "سيث" جاهدةً لتركه وراءها، ولكن من دون جدوى: "لا يوجد أفضل من ذلك لبدء العمل الجاد في اليوم الذي يتمثل في قمع الماضي". ترتبط الذكرى بكل من اليأس والخجل. لذلك عندما تطلب محبوبة من سيث أن تخبرها عن والدتها، تتدفق الذكريات والدموع معًا. إنها تدفع بعيدًا عن نفسها هذا "الشعور الحميم والمشين الذي تسلل إلى شق في ذاكرتها مباشرة بعد الصفعة على الوجه والعلامة على شكل صليب داخل دائر". في طفولتها، شاهدت "سيث" والدتها وهي تُشنق وهي تلفظ أنفاسها، وطعم الرصاص في فمها. رؤية مؤلمة لا يمكن التغلب عليها.
منذ صغرها، كانت توني موريسون تواجه صعوبة في فهم تناقضات ذاكرة عائلتها. فقد كان أجدادها، الذين هربوا من الجنوب، من كنتاكي وجورجيا، للعيش بحرية في الشمال في أوهايو، يتأرجحون بين الحنين إلى الماضي والشعور بالاشمئزاز. فبينما كانوا يتناولون الطعام ويتحدثون بلهجة الجنوب، كانوا يفقدون أعصابهم بمجرد ذكر تلك الأرض الملعونة. ومع ذلك، كانوا يعودون إليها كل عام. وقد أدركت توني موريسون لاحقًا، بدافع الفضول تجاه هذا التذبذب بين الشمال والجنوب، أن هذا النمط كان مشتركًا بين الكثيرين ممن فروا من الظروف الصعبة. وتأتي رواياتها مثل "محبوبة" و"نشيد سليمان" و"جاز" لتشير إلى هذه التجربة كجزء من تاريخ عائلي وعالمي على حد سواء.
"في رواية "محبوبة"، تتعرض جميع الشخصيات بالتناوب لنوبات من النسيان وعودة مفاجئة للذكريات. بول دي، هو الآخر، اختار أن ينسى صدماته الخاصة حتى لا يجن - "الواحدة تلو الأخرى، في علبة السجائر الحديدية الموضوعة في صدره. وبحلول الوقت الذي وصل فيه إلى المنزل رقم 124، لم يكن هناك شيء في العالم يمكن أن يجبر هذا الغطاء على الفتح". وحده حب سيث يدفعه لإعادة فتح صندوق الذاكرة الأسود هذا، والكشف عن بعض الأسرار اللعينة: "الجزء المقفل من رأسه انفتح كقفل مزيت جيدًا". الحب، المحرر الأبدي.
أمام هذا الرفض في مواجهة الماضي المؤلم، يظهر فضول الجيل الجديد: دنفر ومحبوبة تجريان تحقيقًا، وتبحثان بكل الوسائل لمعرفة ما عاناه والديهما قبل ولادتهما. لكن سيث لا تجيب إلا بـ "أجوبة موجزة أو أحلام متقطعة وغير مكتملة". إنها مهمة صعبة لتذكر الماضي، ولكنها مفيدة للغاية... وقد جعل نهاية القرن العشرين الحزينة هذه مهمة واجبة، حتى وإن كانت محل سخرية أحيانًا: فكيف نعيش حياة حرة، أي بوعي، إذا كان الماضي محظورًا؟ كما قال المؤرخ بنيامين ستورا، لا يوجد أسوأ من فقدان الذاكرة: فهو يعيق السرد التاريخي للأحداث المؤلمة، مثل حرب الجزائر على سبيل المثال، ويفتح الباب أمام الأوهام وسوء الفهم والتلاعب. إن إهمال الذاكرة وإساءة معاملتها يغذي الإيديولوجيات المدمرة للانتقام والثأر، ولهذا قال ستورا: "علّموا التاريخ!"، أو ربما أضافت موريسون: "أو احكوا القصص".
السؤال الذي يستحوذ عليها: "هناك العديد من الطرق التي تتشابك فيها حياتنا مع الماضي، ومع تداعياته، لدرجة أننا خوفًا من سيطرته نتجاهله أو نرفضه أو نشوهه لكي يتوافق معنا من دون أن نتمكن من محوه"، وتتساءل. كيف يمكننا أن نتحرر من المظاهر الكاذبة؟ ربما من خلال مواجهة العار وجهاً لوجه: "الشعور بالذنب هو عاطفة بديلة. العاطفة الحقيقية هي الخجل". ويبدو أن هذا العار، شريطة أن نتقبل دروسه، مصدر معرفة لا ينضب: "العار هو المعرفة"، كما تصرّ على ذلك.
إن الشعور بالخجل قد يكون طريقة لتحرير النفس. وكما أن الخيال هو علاج سحري، كما تكرر الكاتبة، للأشياء التي ننساها، فإن الخجل يمكن أن يساعدنا على تجاوز بعض الصعوبات. بفضل الخيال، يمكننا أن نفعل أي شيء: أن نقول وداعًا للأشخاص الذين رحلوا، وأن نحترمهم، وأن نساعدهم. تقول الكاتبة موريسون إنها كانت تقرأ وتكتب في البداية كوسيلة للتعبير عن رأيها السياسي: "أردت أن أزيل السم من فكرة مسمومة" فكرة بأن اللون الأبيض هو الأفضل." وهذا ما كان بوسع الكاتب ملفيل أن يقوله بافل من ذلك ... باستخدام الكلمات والقصص، تملأ موريسون الفراغات في الذاكرة وتطلب من القراء أن يتذكروا.

تجارة الرقيق
"ستون مليونًا، والعدد في ازدياد". هذا التقدير المهول في رواية "محبوبة" هو تحية لأرواح ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. لم يكن بوسعها أن تناديهم بأسمائهم. وشم، رقم، اسم مالك يليه حرف - بول أ، بول ج أو بول د: هذا كل ما تبقى من هوية العبد.
في عهد سيث ومحبوبة، وقعت الحرب الأهلية الأمريكية. وانتهت بانتصار الاتحاديين وأدت إلى إلغاء العبودية. ولكن في الواقع، في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، استغرق الأمر وقتًا طويلًا للغاية لاستعادة الحرية والكرامة والإنسانية. شهدت حقبة إعادة الإعمار زيادة في أعمال العنصرية الهمجية: "في عام 1874، كان البيض لا يزالون مطلقي العنان. مدن بأكملها أُخليت من الزنوج؛ سبع وثمانون عملية إعدام خارج نطاق القانون في عام واحد في ولاية كنتاكي؛ أربع مدارس للملونين أُحرقت بالكامل. رجال بالغون يُجلدون كالأطفال؛ وأطفال يجلدون كالكبار؛ واغتصبت القوات نساء سود؛ وممتلكات نهبت، وأعناق كسرت". تشدد سيث على أن معاناة السود بعد تحريرهم عقب الحرب لم تخف وطأتها إلا بالحد الأدنى: "حياة العبد؛ حياة الحر - كل يوم كان كابوساً واختباراً. لا يمكن الاعتماد على شيء في عالم حيث حتى عندما تكون أنت الحل، فإنك تظل مشكلة".

عن: الروايات العظيمة: ماتيو لين


تعد توني موريسون ــ التي ولدت باسم كلوي أرديليا ووفورد في الثامن عشر من فبراير/شباط 1931 ــ واحدة من أعظم الكاتبات الأميركيات في التاريخ الحديث. وكانت روايتها "محبوبة"، التي نشرت لأول مرة في عام 1987، بمثابة ضجة دولية، فهي رواية تستكشف الجروح الجسدية والعاطفية والنفسية التي خلفتها مؤسسة العبودية، فضلا عن الكفاح من أجل الحرية والهوية.  وفي عام 2016 حدث التصويت لها كأفضل عمل روائي أميركي في السنوات الخمس والعشرين السابقة؛ ولا جدال في أنه لم يُنشر أي عمل منذ ذلك الحين يتحدى تاجها. وفي عام 1993، أصبحت موريسون أول أميركية سوداء ــ وحتى الآن، الوحيدة ــ تفوز بجائزة نوبل في الأدب. وقد أثر عملها على القراء ــ مثل كامالا هاريس وباراك أوباما ــ والكتاب ــ من أوشن فونج إلى كيا براون وريتش بنجامين.