الأدبُ الياباني الأكثر مبيعاً في المملكة المتحدة

ثقافة 2024/11/28
...

  ترجمة: ثريا جواد

عن الغارديان

كتب المؤلفون اليابانيون ما يقرب من نصف الروايات المترجمة، والتي أصبحت الأكثر مبيعا لهذا العام في المملكة المتحدة بدءا من حكايات الاغتراب إلى الروايات المريحة التي تدور أحداثها في المكتبات.. ترى ما السر في هذا الخيال والأدب الياباني الذي يزدهر ويشهد طفرة غير عادية؟ 


أظهرت أرقام شركة نيلسين بوكسكان عبر "تجميع بيانات" عن مبيعات الكتب، أن الروايات اليابانيّة مثلت 25 بالمئة من إجمالي مبيعات الروايات المترجمة في المملكة المتحدة في العام 2022، وازدادت هيمنتها في هذا العام، حيث تظهر الأرقام التي حصلت عليها صحيفة الغارديان أنّه من بين أفضل 40 عنواناً روائيّاً مترجماً في العام 2024 حتى الآن، فإنّ 43 بالمئة منها يابانية، ومنها رواية الجريمة الساخرة "اطلب مسبقًا: الزبدة" للكاتبة أساكو يوزوكي التي تتصدر القائمة، كما فاز باتر بجائزة المؤلف المتميز في حفل توزيع جوائز القراء عن روايته "الكتب هي حقيبتي" لهذا العام، والتي ينظمها بائعو الكتب ويصوّت عليها الجمهور.

إنَّ شعبيَّة الرواية اليابانية الحديثة ليست ظاهرة جديدة في المملكة المتحدة بالطبع، ففي التسعينيات، حقق الكاتب هاروكي موراكامي نجاحاً منقطع النظير في هذا البلد، وأصبح ظاهرة أدبية عالمية، انطلقت في بريطانيا عندما نشرت مطبعة هارفيل رواية The Wind-Up Bird Chronicle في العام  1998.

ينشر موراكامي هذا الأسبوع روايته الخامسة عشرة "المدينة وجدرانها غير المؤكدة"، والتي تدور أحداثها حول رجل يسافر إلى بلدة مسوّرة غامضة بحثًا عن المرأة التي يحبها، ليجد نفسه في عالم غريب من المكتبات والخرائط والأحلام. إذن، ما السبب وراء النجاح الدائم لكتب موراكامي، التي تميل إلى الجمع بين أبطال وحيدين، وموسيقى الجاز، والقطط، وعناصر الخيال؟

 يقول سكوت باك، الذي أدار فريق شراء شركة Waterstones في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وهو من كبار المعجبين بموراكامي "إن الكاتبة اليابانية بانانا يوشيموتو وصلت إلى هناك أولاً ومن المهم الإشارة إلى أنها سبقت موراكامي" دخلت يوشيموتو الترجمة الإنجليزية في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي بكتب من بينها "المطبخ والسحلية"، والتي غالبًا ما تصور أعمالها شابات منعزلات يحاولن التغلّب على المأساة الشخصية.

 العديد من العناصر التي توحّد روايات موراكامي ويوشيموتو - الاغتراب، والسريالية، ومقاومة التوقعات الاجتماعية - موجودة في العناوين اليابانية الأكثر مبيعًا اليوم. 

ولكن في العقد الماضي فقط انطلقت مجموعة واسعة من المؤلفين اليابانيين إلى هنا وهناك، نمو هائل في روايات الجريمة اليابانية "الكلاسيكية والمعاصرة" على حدٍّ سواء وكانت هناك أيضًا طفرة في الخيال الأدبي من قبل كتاب من بينهم ساياكا موراتا، وهيرومي كاواكامي.

إنَّ نجاح كتب موراتا "مذهل حقًا"، كما تقول تاكيموري توموكو  شيباساكي الحائزة جائزة جيني ومترجم كتب موراتا إلى اللغة الإنجليزية، وتعيش في طوكيو منذ 20 عامًا.

 وتضيف أن: الناس يميلون إلى النظر لرواية "امرأة المتجر الصغير" باعتباره كتابًا عن مرض التوحّد، "وهو ما لم يكن ما قصدته ساياكا بالضرورة، لكنها لا تمانع في أن يرى الناس الأمر بهذه الطريقة" إنّها توضح لنا أن ما نعتبره أمراً طبيعيّاً ليس في الواقع طبيعيّاً على الإطلاق.

لعبت تاكيموري دوراً فعالًا في حملة ترجمة المزيد من أعمال الكاتبات، حيث أنشأ مجموعة "النساء القويات، القوة الناعمة" مع زميلاته المترجمات لوسي نورث وأليسون ماركين باول. 

الخيال الياباني في القصص والروايات أصبح منتشراً بشكل كبير، وأصبحت فكرة "القطة" على أغلفة الكتب الآن قوية جداً، كما يشير مدوّن الكتب وعاشق الخيال الياباني توني مالون، فإن وجود القطط داخل الرواية نفسها أمر غير ضروري.

 لقد قرأ مؤخراً كتاب "أيام في مكتبة موراساكي" لساتوشي ياجيساوا، وهو المترجم الخامس الأكثر مبيعاً في العام 2024"، هناك قطة على الغلاف لكن لا توجد قطة في الكتاب.  "يلاحظ أن الجزء الثاني به قطتان على الغلاف".

تقول تاكيموري: لا يبدو الأمر وكأن كتب القطط ضخمة في اليابان. إنّها موجودة، لكنها ليست بالشيء الكبير الذي يتم تصنيعه في المملكة المتحدة.

إنَّ الأدب الياباني عمومًا يمكن أن يكون "عاطفيًا بلا خجل"، وقد قام بترجمة عدد من كتب القطط، بما في ذلك كتاب "هي وقطتها" لشينكاي، وتقول تاكيموري: أنا لستُ من أشدِّ المعجبين بالعاطفة، لكني أحب هذا الكتاب الصغير حقًا كان عليَّ أن أعمل بجدٍ لتجنب جعل الأمر عاطفياً بشكل مفرط في اللغة الإنجليزية.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن أنواع الرواية اليابانية التي تحظى بشعبية في المملكة المتحدة - الجريمة، والروايات الأدبية للشابات، وكتب الراحة - يتم تنظيمها بشكل كبير على حساب الأنواع الأخرى التي تحظى بشعبية في المملكة المتحدة.

في نهاية المطاف، ما يجذب الخيال، سواء من اليابان أو من بلدان أخرى، سواء كانت كتب عن القطط أو عن الجريمة، هو عالميته عبر النوع واللغة.