بيروت: جبار عودة الخطاط
خروق صهيونية بالجملة في اليوم الرابع لسريان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بينما بدأ الجيش اللبناني انتشاراً تدريجياً ضمن ثلاث مراحل من نهر الليطاني جنوباً صوب الحدود مع فلسطين المحتلة، وطالب قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، خلال استقباله بلجم الخروقات والاستفزازات الصهيونية وبحثا آلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.
ويأمل الجانب اللبناني من لجنة الإشراف الخماسية ولاسيما من ممثل الولايات المتحدة الأميركية أن تمارس ضغطاً حقيقياً على جيش الاحتلال لضبط الوضع المتوتر جرًّاء استمرار الاستفزازات والخروق المعادية وصولاً لإنجاز مهلة الستين يوماً وبما يفضي إلى وقف ناجز لإطلاق النار مع حفظ سيادة لبنان من خلال انسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان، حزب الله من جانبه يقول بأنه سيراقب الوضع ليبني على الشيء مقتضاه بينما طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بمنع الكيان الصهيوني من ممارسة خروقه في جنوب لبنان، كما أن قائد الجيش العماد جوزيف عون طالب رئيس اللجنة الخماسية الجنرال جاسبر جيفيرز خلال لقاء في بيروت بالعمل على ضبط الوضع في جنوب لبنان من خلال منع الخروقات الصهيونية بشكل جدي.
في السياق، أغار طيران الجيش الصهيوني المسيّر عند ساعات الفجر مستهدفاً أطراف بلدتي حولا شقرا. وقام جيش الاحتلال بإطلاق رشقات رشاشة على بلدة يارون ومحيط مستشفى بنت جبيل الحكومي وأحياء بنت جبيل وبني حيان ومركبا، بينما أفادت الوكالة الرسمية في مرجعيون، بأن قوات العدو مشَّطت ليل أمس بالأسلحة الرشاشة محيط بلدتي بني حيان ومركبا، ولوحظ في الأثناء تحليقاً للمسيَّرات الصهيونية في أجواء منطقة الزهراني جنوبي لبنان على علو منخفض.
الجيش اللبناني من جانبه بدأ مهماته في الجنوب في ظرف معقد اتخذت قطعاته انتشاراً تدريجياً ضمن ثلاث مراحل من نهر الليطاني جنوباً صوب الحدود مع أراضي فلسطين المحتلة، على أن يصل عديده في مرحلة لاحقة لـ10 آلاف عسكري خلال عام، في حين أعلنت "اليونيفيل" أنها بدأت تعديل عملياتها "بما يتلاءم مع الوضع الجديد"، مؤكدة التعاون مع "كافة الشركاء المعنيين لإنجاح وقف إطلاق النار"، مبينة: "كما سنواصل أداء المهام المنوطة بنا".
وكان جيش الكيان الصهيوني قد أصدر تهديداً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان، مشيراً إلى أنه "حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري"، وقال: "يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرِّض نفسه للخطر".
بدورها، ذكرت قناة "المنار" اللبنانية في وقت سابق أن القوات الصهيونية "تقدمت إلى ساحة بلدة مركبا التي لم تتمكن من دخولها في أيام المواجهات، واحتلتها بعد وجود المدنيين فيها، الخميس، وتقوم بعملية تجريف وقطع طرقات"، ودعت بلدية ميس الجبل "الأهالي إلى عدم التوجه إلى البلدة نظراً لوجود بعض المنازل التي لا تزال مفخخة فضلاً عن قصف مدفعي يستهدف الأحياء فيها"، مشيرة إلى أنها تتابع مع الجيش الإجراءات كلها لتسهيل عودتهم.
وكانت القيادة الوسطى الأميركية، قد اأشارت إلى أن الجنرال جاسبر جيفيرز من قيادة العمليات الخاصة في بيروت "سيعمل رئيساً مشاركاً لآلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية للكيان الصهيوني"، موضحة أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيكون الرئيس المدني المشارك في رئاسة الآلية حتى تعيين مسؤول مدني دائم.