عبدالهادي مهودر
ما الحديث الذي كان سيشغلنا لو رجحت كفة الذكور على الإناث في التعداد العام للسكان أو العكس؟ بحمد الله نجونا من حديث التهميش والتمكين وخرجنا بنتيجة التعادل الإيجابي 22 مليون نسمة مع فارقٍ ضئيلٍ في الكسور والنسبة المئويَّة،
وجاءت إحصائيَّة الذكور والإناث منسجمةُ مع آخر إحصائيَّة أجرتها شعبة السكان بالأمم المتحدة بنتيجة (3.82 مليار أنثى مقابل 3.89 مليار ذكر في العالم عام 2019)؛ أي أنَّها شبه متعادلة في العالم أيضاً.
وثبُتَ بالأرقام أنَّ الرجال نصف المجتمع، لكنْ يبدو أنَّ الأرقام وحدها لا تكفي ولا تشفي صدورَ النساء، فهناك استمراريَّة لحالات العنف ضد المرأة وأرقامٌ
غير سارَّة للنصف الآخر، إذ مرَّت ذكرى اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد
المرأة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني ولم تنفع المناشدات في تغيير الحال وإيقاف هذا النوع من العنف والاضطهاد.
تمرُّ الذكرى "ولكن دون أيَّة نتيجة ملموسة" كما تقول الزميلة نرمين المفتي في منشورٍ لها بصفحتها الشخصيَّة على الفيسبوك، مستندة الى إحصائيَّة للأمم المتحدة عن 51100 امرأة قتلن في أنحاء العالم سنة 2023 على أيدي أفراد من العائلة أو أقارب، وفي كلّ عشر دقائق تقتل إمرأة بمكانٍ ما في هذا العالم، ولا عذر مقبولاً للعالم في البقاء على هذه النتيجة المروّعة، ولذلك استخدم شعار (لا عذر) ليكون هاشتاغ حملة الدفاع عن حقوق المرأة، وأبت الذكرى أنْ تمرَّ بسلامٍ من دون قتل أستاذة جامعيَّة في البصرة على يد زميلٍ لها، مع أنَّ هذا لا يعني أنَّ كلَّ اضطهادٍ للنساء مصدره رجالي، فظلم النساء للنساء موجودٌ مثل ظلم الرجال للرجال وهو أشدُّ ظلماً حين يكون من الجنس نفسه، ولكنْ في الظلم يتعادلان سلبياً، فالظلم يسلب من الظالم والمظلوم حريته.