بيروت: جبار عودة الخطاط
بينما واصل طيران الكيان الصهيوني أمس الأحد اختراقه للأجواء اللبنانية فوق بيروت ومناطق أخرى من الجنوب، نقلت وسائل إعلام عبرية أن فرنسا رصدت 52 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان خلال 24 ساعة، وحذرت باريس تل أبيب من خطر انهيار الاتفاق، وفيما تترقب الأوساط السياسية جلسة الـ9 من الشهر الجاري التي دعا لها رئيس البرلمان نبيه برّي لانتخاب رئيس الجمهورية؛ اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "الأفكار التدميرية والحفلات الانتقامية لا محل لها بتسوية رئاسة الجمهورية".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "فرنسا أوضحت للكيان الصهيوني أنه خلال الـ24 ساعة الماضية (أمس الأول السبت) وقع 52 خرقاً صهيونياً لوقف إطلاق النار لم يمر عبر آلية المراقبة". وأكدت الصحيفة أن "فرنسا حذرت الكيان من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بسبب الانتهاكات الصهيونية"، مشيرة إلى أن "فرنسا أبلغت الكيان أن خروقه خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن مقتل 3 لبنانيين". وأضافت الصحيفة، أن "فرنسا قالت إن مسيرات صهيونية حلقت مجدداً خلال الساعات الماضية على ارتفاع منخفض فوق بيروت".
وكانت الطائرات الحربية والمسيرات الصهيونية، خرقت الأجواء اللبنانية فجر أمس الأحد، حيث حلقت على ارتفاع متوسط ومنخفض فوق أرجاء الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى من بيروت والجنوب. كما نفذ الطيران الحربي الصهيوني غارة على بلدة يارون وقصفاً مدفعياً استهدف محيط أرنون الشقيف في جنوب لبنان، وأفاد مصدر ميداني بأن "العدو الصهيوني ألقى 3 قذائف على محيط بلدة الخيام، حيث استهدف نبع ابل، بقذيفة ومنطقة الجلاحية بواحدة وأخرى على سهل مرجعيون. كما سمع دوي طلقات رشاشة كثيفة في البلدة".
إلى ذلك، بدأ آلاف النازحين اللبنانيين بالعودة إلى مناطقهم، حيث تم فتح معبر "جوسي القاع" بعد الغارة الصهيونية التي استهدفت المعبر من الجانب السوري، وتشير التقديرات إلى عودة أكثر من 4 آلاف نازح من سوريا أمس الأحد.
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أشار خلال ترؤسه أمس الأحد قداساً على نية ذوي الاحتياجات الخاصة في بكركي، عن أمله بأن "يتمكن لبنان والكيان الصهيوني من تنفيذ نصّ وقف الأعمال العدائية، وأن يصبح السلام دائماً، شكراً لله على وقف إطلاق النار". كما عبّر الراعي عن "امتنانه للدول الصديقة، والجيش اللبناني، والدفاع المدني، والصليب الأحمر، مقدماً تهانيه لأولئك الذين عادوا إلى بيوتهم، رغم الحزن الذي يملأ قلوبهم على من فقدوهم".
وفيما تترقب الأوساط السياسية جلسة البرلمان في 9 كانون الأول الجاري لانتخاب رئيس الجمهورية؛ قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان – فيما يبدو أنه ردٌّ على جهات سياسية معروفة للبنانيين -: "للبعض الذي يتخبّط بمواقفه السياسية بأدق ظرف وطني: المسيحية والإسلام مشروع قيم سماوية بعيدة كل البعد عن لعبة الحقد والإانتقام، ولهذا البعض أقول: قصة التنفيخ والتهديد والوعيد لعبة غيرك لا لعبتك، وتذكّر دوماً أنّ إشعال فتيل الانقسام الداخلي يضع البلد بقلب كوارث تطال صميم لبنان، والكيان الصهيوني عدو أبدي وتهديده للبنان تاريخي، والمقاومة قدرة سيادية لا سابق لها، والإصرار على لعبة مواقف تخدم الكيان الصهيوني أمر يتعدّى الحاجة الوطنية ويصبّ بحسابات شخصية وأدوار تدميرية، ومفروض أن تتعلم من وطنية (وليد جنبلاط ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وميشال عون) وأمثالهم".
وتابع: "للتاريخ أقول: لبنان بلد (شراكة أديان وطوائف عاشت وتعيش شراكتها بكل محبة وإخلاص وتنوع)، والأولوية لتعزيز الشراكة الإسلامية المسيحية وحماية السلم الأهلي وعدم السقوط بفخّ المشاريع الخارجية، ولعبة التذاكي والسواتر الوطنية مفضوحة، ولا جريمة بحق اللبنانيين أكبر من خدمة المشروع الصهيوني أو التصادم مع المقاومة"، مؤكداً أن "الطموح السياسي جيد؛ لكن ليس على حساب العقيدة اللبنانية والقيمة التاريخية للبلد، والأفكار التدميرية والحفلات الانتقامية لا محل لها بتسوية رئاسة الجمهورية، والصلابة والجرأة التي تضعنا بقلب حرب أهلية انتحار، ولا بديل عن شراكتنا الوطنية وصيغتنا التوافقية".
وأكد قبلان، أن "المقاومة خط أحمر، و(ستالين غراد الخيام) معجزة لبنانية وأيقونة تاريخية بموازين السيادية والمصالح الوطنية، وللمرة الألف أقول الرئيس نبيه بري نادرة ميثاقية وقدرة استثنائية بتمرير تسوية رئاسية تليق بالعقيدة الوطنية والشراكة الإسلامية المسيحية التي تختصر القيم الأصيلة للعائلة الوطنية في لبنان".