المهووسون بالسيطرة

ثقافة 2024/12/03
...

 بغداد: الصباح

يتناول كتاب "الرجل الذي ظن أن العمل حياته: كيف تفلح بالتخلي عن عُدتك العاطفية في أماكن العمل" لناومي شراغاي وترجمة د. هناء خليف غني ثقافة العمل والعاملين والعلاج النفسي، وعلى وجه الخصوص في معرفة وفهم كيف يدمغ اللا وعي تصوراتنا وسلوكنا، وأيضا تصورات زملائنا وسلوكهم، وكيف يؤثر وحتى يُشكل ملامح الحياة في أماكن العمل، وإلى جانب ذلك مقترحات وتقنيات لإدارة مخاوفنا ومخاوف الآخرين عبر تبصرات ونصائح علمية كفيلة بمساعدة القراء على العمل بفاعلية أكبر في مجال العمل، وتحاشي أنماط السلوك المؤذية، والتحلي بالقدرة على التحمل
والصمود.
يتضمن الكتاب الذي يحوي على 271 صفحة من القطع المتوسط على العديد من الموضوعات منها: مختطف بالمشاعر الجياشة، متلازمة المحتال، هل الخشية من الرفض تجعلك متشنجاً؟ الافراط في الانجاز له حدوده، صدامات الشخصية، الذهان الارتيابي، لم ليس هناك شيء اسمه طفولة كاملة، المهووسون بالسيطرة، مخاطر قاعدة التمثال، في الدفاع عن (أكثرية) النرجسيين، عندما تهب صفاتنا
العصبية لإنقاذنا، وغير ذلك. وتبدأ المؤلفة في مقالة بعنوان "هل يا ترى، هل سيرحب العمل بي ثانية؟" بعبارة "لا أفهم أبداً لم يهتم السعداء بالنهوض من السرير؟" وتقول وردت هذه العبارة في عرض كوميدي ارتجالي في وقت لم يكن بوسعي، حقيقة، أن أعرف ما يحفز السعداء ويدفعهم؟ فمع رغبتي العميقة بتحسين أدائي، وإحراز النجاح، وجعل الناس يضحكون، كان دافعي الحقيقي هو التخلص من التعاسة، والفرار من الوحدة، والبحث عن مكان أنتمي إليه وأحظى بالاهتمام فيه، ومحاولة تبديد الوقت بشتى المشاغل كي لا أواجه ما اتخيل أنه رفض أو
كره لي.
فعندما يستجيب الجمهور لأدائك بنوبات من الضحك، لن يكون صعباً أن تعرف أنك محبوب. كان ذلك، في الواقع مؤثراً بما يكفي ليدفعني إلى العودة إلى العرض الكوميدي في النادي مراراً وتكراراً حتى بعد الوصلة الأدائية الفظيعة التي
قدمتها.