دمشق: وكالات
أعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الاثنين، قيام القوات السورية بالتعاون مع القوات الروسية بتوجيه ضربات صاروخية استهدفت مقرات الإرهابيين في ريفي حلب وإدلب، والبدء بتنفيذ عملية التفاف على مواقعهم، في وقت أكدت فيه روسيا وإيران وقوفهما ودعمهما الكامل لسوريا وحكومة الرئيس بشار الأسد ضد العصابات الإرهابية.
وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان: "خلال الساعات الـ 24 الماضية تواصلت الاستهدافات التي ينفذها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة العاملة في سوريا، عبر ضربات مركزة جوية وصاروخية ومدفعية على مواقع الإرهابيين ومستودعاتهم وخطوط إمدادهم ومحاور تحركهم في ريفي حلب وإدلب، ما أسفر عن تدمير 5 مقرات قيادة و7 مستودعات ذخيرة وسلاح متنوع بعضها يحتوي على طائرات مسيرة".
وبحسب البيان، فإن "الضربات الدقيقة التي شنتها القوات المسلحة بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة أدت إلى القضاء على ما يزيد على 400 إرهابي بينهم جنسيات أجنبية متعددة خلال الساعات الماضية"
وأكد البيان، أنه "قد بدأت القوات المسلحة بالتحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور الاشتباك".
وأشار، إلى أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تشدد على أن كل ما يشاع من سيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق وبلدات وقرى هو عارٍ من الصحة ويندرج ضمن الدعاية الكاذبة التي تشنها تلك التنظيمات، في محاولة لرفع معنويات أفرادها الذين بدؤوا بالفرار في العديد من المواقع والبلدات نتيجة الضربات الموجعة والخسائر التي تكبدوها".
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أكدت، يوم أمس الأول الأحد، أن الطيران الحربي السوري استهدف بضربة جوية، تجمعًا لقادة التّنظيمات الإرهابية ومجموعات كبيرة من عناصرها، بالقرب من محافظة حلب، ما أدى إلى مقتل العشرات من الإرهابيين وإيقاع إصابات كبيرة في صفوفهم.
ويوم الأربعاء الماضي، شنّ تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، هجومًا عنيفًا على نقاط الجيش السوري في أرياف محافظات حلب وحماة وإدلب السورية. كما شنّ التنظيم الإرهابي قصفا صاروخيا على بلدتي نبل والزهراء وباتجاه بلدة قيتان الجبل، في ريف حلب الغربي، على التوازي مع قصف عنيف على خطوط التماس في ريفي إدلب الجنوبي، وحماة الغربي.
في المواقف السياسية والدبلوماسية، أكد المتحدث باسم الكرملين، أمس الاثنين، أن روسيا تواصل دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي، تعليقًا على الوضع في سوريا: "نحن بالطبع نواصل دعم بشار الأسد".
وتابع: "نحن نواصل اتصالاتنا على المستويات المناسبة، ونقوم بتحليل الوضع. وسيتم تشكيل موقف بشأن ما هو مطلوب لتحقيق استقرار الوضع".
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو: "لدينا الآن اتصالات وثيقة في الواقع مع جميع اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك ممثلو إيران وتركيا"، وأضاف رودينكو، متحدثاً عن إمكانية عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا بشأن سوريا: "لا يمكن استبعاد مثل هذا الاجتماع - سواء كان ذلك في روسيا أو في أي مكان آخر".
إلى ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، أمس الاثنين، أن ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافاً بعيدةً في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد وفقاً لمصالح وغايات أميركا والغرب.
وجاء في بيان نشرته الرئاسة السورية، أن الرئيس السوري بشار الأسد بحث مع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان التطورات الأخيرة والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف البيان، أن الأسد شدد على أن هذا التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصراراً على المزيد من المواجهة للقضاء على أذرع الإرهاب في كامل الأراضي السورية.
وأشار البيان، إلى أن بيزشكيان أكد "رفض إيران التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا، معتبراً أن المساس بوحدة سوريا هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها"، مشيراً إلى "أن الأطماع الصهيو - أميركية واضحة في استهداف دول المنطقة وشعوبها، وأن ما يحصل في سورية هو وجه لتلك الأطماع". وشدد الرئيس الإيراني على استعداد إيران لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا للقضاء على الإرهاب وإفشال أهداف مشغليه وداعميه.
في غضون ذلك، جدّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تأكيده دعم بلاده وفصائل المقاومة لسوريا وجيشها في محاربة الإرهابيين، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى تفاهم مع تركيا في اتجاه تحقيق الاستقرار
الإقليمي.
ووصف عراقجي، لدى وصوله إلى أنقرة فجر أمس الاثنين، زيارته العاصمة السورية دمشق بأنّها "كانت جيدة جداً"، وقال إنه التقى الرئيس السوري بشار الأسد خلال الزيارة. وقال من أنقرة: إنّ "الإرهابيين ارتكبوا خطأ غير محسوب"، مع تأكيده أن "الجيش والحكومة السورية قادران على التعامل معهم، وبالطبع ستساعد المقاومة أيضاً، وإيران لن تتوانى عن تقديم أيّ مساعدة
لهم".