بيروت: جبار عودة الخطاط
هاجمت الطائرات الحربية الصهيونية أمس الثلاثاء، عدة مواقع لبنانية، في إطار ما زعمه الاحتلال رده على إطلاق حزب الله صواريخ، بينما كانت غاراته المعادية تمعن في خرق اتفاق وقف إطلاق النار منذ تأريخ توقيعه، في حين أعلنت الصحة اللبنانية، أن غارة العدو الصهيوني على بلدتي حاريص وطلوسة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة آخرين، بدوره وصف مسؤول أميركي الهجمات الصهيونية الأخيرة في لبنان بأنها لعبة خطيرة.
وحذر مراقبون من النهج التصعيدي المريب من قبل جيش الكيان المحتل في تعاطيه العدواني واستمرار خروقه لما تم إبرامه من اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله، بينما كشفت مصادر أميركيّة مطّلعة أنّ "فريق مراقبة وقف إطلاق النّار وصل إلى لبنان، ليباشر عمله"، مشيرةً إلى أنّ "واشنطن تعمل مع فرنسا ولبنان والكيان الصهيوني عبر آليّة وقف إطلاق النّار، لمعالجة أي مسائل".
وأكّدت المصادر، أنّ "واشنطن تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وقف إطلاق النّار، وتعتقد أنّه سيصمد، وهي على اتصال وثيق بالمسؤولين في لبنان والكيان بشأن وقف إطلاق النّار"، لافتةً إلى أنّ "المسؤولين اللّبنانيّين والصهاينة كرّروا التزامهم بوقف إطلاق النّار"، بينما أشار موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر مطلعة، إلى أن "الكيان الصهيوني ولبنان أبلغا البيت الأبيض التزامهما بوقف إطلاق النار رغم الخروق على الحدود، ويريدان استمراره".
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت قلقة من أن وقف إطلاق النار في لبنان "قد ينهار" بعد تبادل إطلاق النار. وأوضح بأن إدارة بايدن أعربت لتل أبيب عن قلقها بشأن عدد من الضربات التي شنَّتها في لبنان في الأيام الأخيرة. وذكر الموقع بأن مسؤولاً أميركياً وصف الهجمات الصهيونية الأخيرة في لبنان بأنها "لعبة خطيرة"، وفي السياق، نقلت مصادر إعلامية، أن وزير الشؤون الستراتيجية الصهيوني رون ديرمر، أكد لمسؤول الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان أن تل أبيب تريد الحفاظ على الاتفاق في لبنان.
في الموازاة، أشارت الرّئاسة الفرنسية، إلى أنّ "الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكّدا أنّهما سيواصلان الجهود الدّبلوماسيّة لتعزيز وقف إطلاق النّار بين الكيان الصهيوني ولبنان، الّذي أعلنه ماكرون والرّئيس الأميركي جو بايدن يوم الثّلاثاء 26 تشرين الثّاني الماضي"، لافتةً إلى أنّهما في اجتماعهما في الرياض "دعوَا معاً إلى إجراء انتخابات رئاسيّة في لبنان، بهدف جمع اللّبنانيّين وإجراء الإصلاحات اللّازمة لاستقرار البلاد وأمنها".
في هذا الإطار، زعم المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أمس الثلاثاء أن "الجيش هاجم مسلحين وعشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان"، مدعياً أن "عملية إطلاق قذائف صاروخية نحو الكيان تشكل خرقاً للتفاهمات بين تل أبيب ولبنان حيث تطالب تل أبيب لبنان بتطبيق التفاهمات ومنع عمليات عدائية لحزب الله انطلاقاً من أراضيه"، بحسب زعمه.
في السياق، أغار الطيران الحربي الصهيوني بعد منتصف ليل الاثنين وفجر أمس الثلاثاء، على المنطقة الواقعة بين بلدتي سجد ومليخ في منطقة إقليم التفاح، وأشارت المعلومات إلى وقوع غارة صهيونية على مرتفعات جبل الريحان عند أطراف بلدة سجد، كما أغار الطيران الحربي الصهيوني مستهدفاً بلدات: أرنون، بصليا، البريج، مرتفعات جبل صافي وأطراف اللويزة ومليخ في إقليم التفاح وسط تحليق مكثَّف للطيران الاستطلاعي.
وشهد صباح أمس الثلاثاء تحليق الطيران المسيَّر الصهيوني على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية وبيروت، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الصهيوني على بلدتي حاريص وطلوسة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة آخرين.
وكان الجيش الصهيوني وجه تهديداً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان. وفي وقت سابق، أعلن حزب الله في بيان، بأنه على إثر الخروق المتكررة التي يبادر إليها العدو الصهيوني لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الصهيونية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروق لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء الإثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.