هزمناه وسنهزمه

الأولى 2024/12/04
...

 كتب رئيس التحرير:


تتمحور جهود الحكومة العراقيَّة هذه الأيام حول هدفٍ رئيسٍ فرضتْه الأحداث الجارية في سوريا ويتمثل في درء مخاطر وتداعيات الأزمة والحيلولة دون عبورها الحدود جغرافياً أو سياسياً. فمعلوم أنَّ التنظيمات الإرهابيَّة التي تتوزّع في منطقتنا ذات تركيبةٍ عقائديَّةٍ تكاد تكون واحدةً. قد تختلف المسمّيات والشخوص والأهداف الآنيَّة لكلٍّ منها لكنَّ من العسير فصل عصابة داعش الإرهابيَّة عن مثيلاتها من العصابات التكفيريَّة المتواجدة على الأراضي السوريَّة سواء في الفكر والتوجّه أو في الممارسة العمليَّة، وقد حملتْ إلينا هذه الأيّام المنصرمة أنباءً وأفلاماً عن مقدار الوحشيَّة التي يتوافر عليها عناصر هذه التنظيمات وهي مشاهد تُعيد إلى أذهاننا ما رأيناه من قبل في الموصل وسائر المحافظات التي سيطرتْ عليها العصابات.

درء الخطر هدف مقدَّم على كلِّ الأهداف، وقد عبَّرت الحكومة عن أولويَّة هذا الهدف بصيغٍ شتّى، تقف في مقدِّمتها الاستعدادات العسكريَّة على الحدود. لكنَّ أبرز هذه الصيغ ما جاء على لسان رئيس الوزراء السيّد محمّد شياع السوداني الذي قال أمس إنَّ العراق "لنْ يقف مكتوف الأيدي وهو يرى ما يحدث في سوريا". وهي جملة توجز مقدار أهميَّة ما يوليه العراق للحدث السوريّ ولما يمكن أنْ يُسفر عنه. تمتين الجبهة الداخليَّة وتوحيد الصفوف والاستعداد عسكرياً وسياسياً وإعلامياً أمورٌ باتتْ واجباً قطعياً في ظلِّ وجود عدوّ لا يُهدِّد حياة المواطنين وحسب بل يُشكّل خطراً يتهدَّد وجود الدول. العراق هزم الإرهاب مرّةً وسيهزمه مجدّداً إذا أعاد الكرّة!