علامة جوهريَّة

الرياضة 2024/12/05
...

علي حنون

علامة استفهام جوهريَّة لطالما كانت حاضرة في تفكير الكثير من عشاق كرة القدم مضمونها من هي الفاصلة الأهم لإصابة التفوق وتلك الفاصلة تتمحور حول الكيفية، التي نستطيع فيها أن نُوازن في رؤيتنا بين كفتين مُهمتين تَتَمثلان بوجود الجهاز الفني الجيد مع تَوفر اللاعبين، الذين ينسجمون مع الأسلوب الخططي، الذي يستطيع من خلاله المدرب أن يُفصل الواجبات على قدرات و(مقاس) الوجوه المُتاحة، ويقيناً أنَّ الجهد في هذا الضرب تكاملي فيه الجزء يُكمّل الكُلّ والكُلّ يعتمد على هذا الجزء ونعني به اللاعب الكفء، الذي يُعدّ السلاح المضمون بيد الكادر التدريبي، فمتى وُفق تميّز الأداء ومتى تَعثر أخفق الفريق، وتأسيساً عليه، فإنَّ الخوض في ذلك يتطلب بل ويُحتم أن تكون العملية منطقية وفيها من الإنصاف الكثير.
وغالباً ما تحضر، عندما نتطرق إلى هذا الأمر، المقولة الشائعة في كرة القدم، والتي تُشير إلى ثقل كفة جودة اللاعبين ووضعها في خانة الأكثر الأهمية في هذا الجانب، وهو ما تُعضده المقولة موضوع الاستشهاد، والتي تُشير كما أسلفنا إلى أنَّ جودة الأدوات، التي يَمتلكها أي مدرب هي الأساس في تحقيق النتائج الإيجابية، وهو رأي سبق وأكده المُدرب والخبير العالمي أرسن فنغر وعزّز من رصيده المُدرب بيب غوارديولا، وبلا ريب فإنَّ التعثرات، التي تعرضت لها فرق عالمية من وزن ريال مدريد وبرشلونة وستي، التي تمتلك أفضل خبراء التدريب في المعمورة، فيها من المُؤشرات ما يجعل مُختلف الآراء تسير على طريق تلك المقولة.
فهذه الفرق عندما يكون لاعبوها على موعد مع التألق تنجح فلسفة المُدربين ويتحقق التفوق وعندما يُجانبهم التوفيق يحضر الإخفاق، نعم للمُدرب ورؤيته دور مُؤثر لكنَّ درجة تطبيق أسلوبه وارتفاع مُؤشر نجاح فكره الفني يعتمد على الأدوات (أي اللاعبين) الذين هم بجودة عالية، لكن تذبذب مشوار أدائهم إما بفعل الإجهاد الكبير جراء تشابك برنامج المشاركات أو الإصابات إلى جانب حالات أخرى تتسبب غالباً في عدم بلوغ اللاعبين درجة الجاهزية المطلوبة في بعض المباريات وبالتالي تُغيّب لمسات الفلسفة التدريبية وتتبخر الأفكار ويتشظى الاعتداد بما يمتلك المدرب من حلقات تفاضلية وحينها تسوء الحال ويَتواجد الإخفاق وتذهب كلّ الجهود سدى.
بالنتيجة، فإنَّ الأهم في الأمر هو أنَّ ثقل الأدوات وتمكنها هي من تجعل طريق التفوق مُعبّداً وهي من تُعطي المدرب رؤية (مُترامية) الأفكار من أجل اختيار أفضل نُظم الأداء وتنويعها حسب أحداث كل مباراة لأنه يكون مُتسلحاً بأدوات نوعية تُتيح له المُناورة وتَضعه في دائرة حدودها مُتنوعة الأساليب، لذلك تحرص المنتخبات العالمية وفرق الأندية الكبيرة على تنفيذ خيارات مُدربيها وتُوفر لهم من أجل إصابة هذه الغاية الميزانية الكبيرة، التي تُيسّر أمامه تطبيق فلسفته، التي ستجلب- في النهاية- النجاح إلى ملاعب فرقها، وتلك هي النتيجة، التي ننشد بلوغ شاطئها.