دمشق: وكالات
عقب وصول أضخم رتل عسكري أمس الأول الثلاثاء؛ شنَّ الجيش السوري "هجوماً معاكساً" ضد الإرهابيين في محافظة حماة وسط البلاد، فيما أعلن تأمين مدينة حماة بنحو 20 كلم بعد مقتل أعداد كبير من عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة وتدمير آلياتهم، وأفاد مصدر ميداني، بأن ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام" – تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والفصائل المتحالفة معها فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة إثر معارك طاحنة مع القوات السورية التي شنَّت هجوماً معاكساً بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، بدعم جوي، وتابع أن الهجوم مكّن الجيش من إبعاد المجاميع الإرهابية "عن مدينة حماة نحو 20 كيلومتراً" .
وكان رتل عسكري ضخم من الآليات والمدرعات والمدفعية تابع للجيش السوري، وصل في وقت مبكر أمس الأول الثلاثاء إلى ريف حماة لدعم القوات المنتشرة على الجبهات وتأمين محيط قيادة الفرقة 25 ومدينة حماة بالكامل، يأتي ذلك بالتزامن مع تنفيذ الجيش السوري غارات عنيفة على ريفي إدلب وحلب بدعم من سلاح الجو الروسي.
في غضون ذلك، أفاد التلفزيون الرسمي السوري، ظهر أمس الأربعاء، بأن قوات الجيش السوري حيّدت أكثر من 1600 إرهابي من "جبهة النصرة" (الاسم السابق لـ"هيئة تحرير الشام" الإرهابية) وباقي تنظيماتها، خلال الأسبوع الجاري. وأضاف أن وحدات الجيش العربي السوري تتقدم على عدد من المحاور وتقطع خطوط إمداد الإرهابيين وتؤمن المناطق التي اقتلع الإرهابيين منها.
وتشهد محافظتا حلب وإدلب شمالي سوريا، منذ نحو أسبوع، هجمات مكثفة، وصفت بأنها "الأعنف منذ سنوات"، من قبل التنظيمات الإرهابية، وامتدت الهجمات لاحقاً إلى محافظة حماة.
من جانب آخر، صرح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خصصت لبحث التطورات في سوريا أمس الأربعاء، أن أطرافاً إقليمية ودولية تدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في بلاده، مؤكداً أن تلك التنظيمات تتلقى دعماً عسكرياً كبيراً من الخارج.
وطالب الضحاك، "الدول الداعمة للتنظيمات المسلحة بالامتثال لقرارات الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب"، محذراً من أنه "من يرعى الإرهاب في سوريا يجب أن يعلم أن ذلك سيرتد عليه". مشدداً على أن "سوريا ماضية في ممارسة حقها السيادي وواجبها الدستوري والقانوني في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم وستتخذ كل ما يلزم من إجراءات للدفاع عن مواطنيها والتصدي للتهديد الذي يمثله الإرهاب وتحرير أراضيها منه" .
من جهته، أكد أيضاً مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الحكومة والشعب السوري في حربهما العادلة والحازمة ضد الإرهاب" .
وقال، إيرواني، في كلمته بجلسة مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط: إن "المجموعات الإرهابية نظمت هجمات واسعة النطاق ومنسّقة ضد محافظتي حلب وإدلب، والتي كانت لها عواقب مدمِّرة على هذه المنطقة وشعبها"، موضحاً أنه "خلال هذه الهجمات الإرهابية على حلب، تم استهداف مبنى القنصلية الإيرانية عمداً من قبل الجماعات الإرهابية"، مؤكداً أن "الهجمات على المباني الدبلوماسية والقنصلية تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وغير مسموح بها تحت أي ظرف من الظروف". مبيناً أن "ما حدث في حلب وإدلب يجب أن يكون بمثابة جرس انذار للمنطقة بأكملها بشأن عودة ظهور الإرهاب والتطرف " .