كتابات بلا أجنحة

الصفحة الاخيرة 2024/12/11
...

زيد الحلي

حين يضيع اللُب، وتتسيد القشور مظاهر الحياة، فإنَّ الكثير من المبدعين، في شتى المجالات، يصمتون، فهم لا يرون أنفسهم في الأماكن التي تضجُّ بالأصوات العليلة، وهو صمتٌ مليءٌ بالحكمة، فلا لقاء بين ضوع الورود، ورائحة الأرض السبخة، قد يبدو في كلامي بعض الضبابيَّة، لكنَّ ملاحظتي جاءت في ضوء ما أقرأ اليوم لـ (بعض) من يكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي، فهؤلاء يستقون معاييرهم من مناهل ذاتيَّة تنبع من أعماقٍ ذابلة؛ وليس من رؤية منهجيَّة لواقع الحال.. هم يعتمدون علي "اقتباس" مفاهيم غريبة عن واقعنا، في محاولة واضحة لاصطناع معاييرها من رؤية تسودها المناكفة والفكر الساذج.
لقد تناسى من أشرت إليهم أنَّ الفرق بين الإنسان الناجح، والآخر الذي اتخذ من انتقاد الآخرين باباً لحياته اليوميَّة؛ هو ليس نقص القوة، ولا نقص المعرفة، إنما نقص الإرادة، فالإرادة هي الوقود الذي يحرك موطن الإبداع عند المرء.
إن تجادل الأفكار في محيطها الواسع يسمح لمتلقيها بأخذ المفيد منها؛ وترك الغث والابتعاد عنه ضمن طروحاتٍ بعيدة عن التعصب المتمثل بالانتقاد لأي شيء، وعلى أي شيء.
أنا مع الإنسان المتقد حيويَّة ونبلاً ووعياً، فهو الجسر الذي تنعقد عليه تجربة الحياة بكل صورها، وهو البؤرة التي تتلاقى عندها أشعة المجتمع من كل طرفٍ لتضيء بنور جديد.
لا تجعلوا شيطان الانتقاد المرّ يعبث بالعقول!.