أضرار التأجيل

الرياضة 2024/12/11
...

د. عدنان لفتة

فرحنا كثيراً برغبات اتحاد كرة القدم في استمرار مباريات دوري نجوم العراق خلال إقامة بطولة خليجي (26) في الكويت ووجدنا فيها فرصة مهمة لاختصار شهر من الزمن يبعدنا عن مواصلة المباريات أيام الصيف اللاهبة ويمنحنا موعداً مثالياً لإنهاء المسابقة بلا تأخير مزعج اعتدنا عليه في أغلب مواسمنا الكروية!
للأسف الخطوة لم تتم وسيتأجل الدوري بعد انتهاء الجولة (11)، إذ صدرت روزنامة المباريات المؤجلة لفرق الشرطة والقوة الجوية ودهوك سرقت كل الأيام الممكنة من (16 – 12) وحتى نهاية العام (2024) وهو أمر محبط للغاية ضيّع علينا إجراء أربع جولات خلال هذه التوقيتات خاصة أنَّ الاتحاد أبلغ الأندية بأنه لن يستدعي أكثر من لاعبَيْنِ من كل فريق إلى المنتخب الوطني مما يعني عدم تأثرها بغياب لاعبيها، أضف إلى ذلك أنَّ عدد اللاعبين المدعوين لمنتخبنا يقتصر على عدد من الأندية فما ذنب بقية الفرق في عدم اللعب!
كان يمكن إجراء المباريات المؤجلة في توقيتات أخرى بدلاً من تضييع هذه الأيام المهمة بمباريات كهذه لن تنفع البطولة إقامتها الآن فهي بالأساس مدرجة في لائحة جولات ماضية منتهية.
الاتحاد رضخ على ما يبدو لاعتراضات بعض الأندية التي لا تريد لعب أي مباراة دون نجومها وهو أمر غريب فعلاً فالنادي الحقيقي هو الذي يوفر الفرصة للبدلاء كي يلعبوا ويشاركوا وربما يقدمون مردوداً أفضل من ذلك الذي يقدمه المستدعون للتشكيلة الدولية.
الاتحاد كان يمكن أن يسمح بفتح أبواب إضافة لاعبي الرديف أو الشباب دون قيود للانضمام إلى الفريق الأول وهو بذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر استمرار الدوري وهو الهدف الأهم، فهو يكون قد كسب الوقت بدلاً من تأجيل المباريات، ومنح الفرصة للمدربين نحو خيارات أخرى للمواهب الشابة كي تشارك في المباريات بدلاً عن تواجدها الدائم على مقاعد الاحتياط.. فرصة أضعناها وفرّطنا فيها للأسف فكرة القدم لا تبنى على التأجيلات وتأخير الجولات بل على القرارات الشجاعة النافعة لتطور الكرة ومدربيها ولاعبيها.