دول G20 تؤكد التزامها باتفاق باريس باستثناء واشنطن
قضايا عربية ودولية
2019/06/29
+A
-A
اوساكا / وكالات
جدّدت 19 من دول مجموعة العشرين باستثناء الولايات المتحدة امس السبت في أوساكا في اليابان، التزامها من أجل “التطبيق الكامل” للاتفاق الموقع عام 2015 في باريس لمكافحة الاحتباس الحراري.
وقال الموقعون في البيان الختامي للقمة: إنهم متفقون على “عدم التراجع” عن هذا الاتفاق، مستخدمين لهجة تذكر بنبرة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين العام الماضي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “يجب أن نذهب أبعد من ذلك” في ما يخصّ المناخ. وأضاف “تجنّبنا التراجع لكننا يجب أن نذهب أبعد من ذلك وسنبذل كل جهدنا للذهاب أبعد من ذلك”.
وكان الفرنسيون والألمان أعلنوا في وقت سابق أن دول مجموعة العشرين توصلت السبت إلى اتفاق بشأن المناخ باستثناء الولايات المتحدة.
ويؤكد اتفاق 19+1، دعم الدول الـ19 من بينها الصين وفرنسا وألمانيا، لاتفاق باريس حول المناخ الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2017.
وتم التوصل إلى هذا الاتفاق امس السبت بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017 وبوينوس آيريس عام 2018، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام الصحافة: إن مجموعة العشرين ستتوصل في ما يخصّ المناخ إلى “نصّ مماثل” لنصّ العام الماضي، بعد مفاوضات شاقة.
اتفاق أميركي صيني
بدوره اتفق الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب على استئناف المفاوضات التجارية بين بلديهما، في وقت أعلنت بكين أن واشنطن وافقت على عدم فرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها، وفق وسائل إعلام صينية رسمية.
وأفادت وكالة “شينخوا” الرسمية بعد لقاء الزعيمين على هامش قمة مجموعة العشرين بأن البلدين سيستأنفان المفاوضات “على أساس المساواة والاحترام المتبادل”.
وقال شي لنظيره الأميركي بحسب “شينخوا”: إنه “بإمكان الصين والولايات المتحدة الربح معا عبر التعاون والخسارة معا من خلال الاقتتال”.
ونقلت عنه “شينخوا” تأكيده نية بكين “دعم العلاقات الصينية الأميركية بناء على التنسيق والتعاون والاستقرار”.
وتبادلت الصين والولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على سلع تزيد قيمتها على 360 مليار دولار بينهما، ما أدى إلى اضطراب أسواق المال العالمية.
ترامب وكيم
من جانبه اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين خلال رحلته المقرّرة إلى سيول هذا الأسبوع.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “بعد عدد من الاجتماعات المهمّة، بما في ذلك لقائي مع الرئيس الصيني شي، سأغادر اليابان متوجّهاً إلى كوريا الجنوبية (مع الرئيس مون). أثناء وجودي هناك، إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة، يمكنني أن أقابله على الحدود/ المنطقة المنزوعة السلاح لمجرد مصافحة يده والقول مرحباً).
والتقى ترامب وكيم مرتين حتى الان، في حزيران 2018 في سنغافورة، ثم في شباط الفائت بهانوي في قمة انتهت الى الفشل.
ولم ينجح الطرفان في هانوي بالاتفاق على الإجراءات الواجب على كوريا الشمالية اتخاذها لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. ومذاك، بات التواصل بين واشنطن وبيونغ يانغ محدودا.
وتبادلت واشنطن وبيونغ يانغ الاتهامات بالمسؤولية عن فشل قمة هانوي. ومنذ ذلك الحين، يتّهم الشمال الولايات المتحدة بأن “نياتها سيئة”، وقد أمهلها حتى نهاية العام لتغيير ستراتيجيتها.
وعلى الرغم من عدم استجابة من كوريا الشمالية لعروض واشنطن من أجل العودة إلى المحادثات، إلا أن ترامب وكيم تبادلا العديد من الرسائل المكتوبة.
وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الأحد أن كيم تلقى رسالة من ترامب “محتواها ممتاز”. وقبل ذلك بأيام، قال ترامب بدوره إنه تلقى رسالة “مذهلة” و”ودية جداً” من كيم.
وأعلن وزير الوحدة الكوري الجنوبي كيم يون شول الأربعاء أنّ ترامب وكيم تبادلا 12 رسالة منذ بداية عام 2018، مشيراً إلى أن كيم أرسل ثماني رسائل لترامب، فيما أرسل ترامب الرسائل الأربع الباقية.
معاهدة “ستارت 3”
وفي سياق اللقاءات الرئاسية أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائه مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، ردا على سؤال بشأن احتمالات تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الستراتيجية (ستارت -3)، قائلا، إن الموضوع تم بحثه لكن من السابق لأوانه التحدث عن نتائج.
وبحسب صحيفة “كوميرسانت” أجاب بوتين ردا على سؤال عقب لقائه نظيره الأميركي عما إذا كانت المحادثات أظهرت أي احتمالات لتمديد معاهدة (ستارت —3) والتي من المقرر أن تنتهي في عام 2021، قائلا “نعم، بالطبع ناقشنا هذا الموضوع، لكن النتائج ستكون لاحقا كونه لا يزال يتعين علينا قطع شوط طويل حتى نتمكن من قول شيء مؤكد”.
هذا والتقى الزعيمان في مفاوضات استمرت 1.5 ساعة على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية.
يذكر أن معاهدة “ستارت 3”، وهي امتداد لمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الستراتيجية “ستارت-1” الموقعة يوم 30 حزيران عام 1991 في موسكو، قد وقعتها روسيا والولايات المتحدة، يوم 8 نيسان من العام 2010، في براغ، لتحل المعاهدة الجديدة محل القديمة، التي انتهت صلاحيتها في كانون الاول عام 2009، ودخلت “ستارت 3” حيز التنفيذ في 5 شباط عام. 2011
تجدر الإشارة إلى أن “ستارت 3” تلزم الجانبين الأميركي والروسي، بعمليات الخفض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الستراتيجية، وتنص على خفض، وخلال فترة 7 سنوات، الرؤوس النووية إلى 1550 رأسا، وخفض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 وحدة، وتمّ وضع الوثيقة ليتم تطبيقها في غضون 10 سنوات، مع إمكانية تمديدها لمدة 5 سنوات أخرى، بالاتفاق المتبادل بين الطرفين الموقعين عليها.
«صيغة النورماندي»
وفي الشأن الروسي ايضا أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، موضوع أوكرانيا وتفعيل “صيغة النورماندي”.
وقال بيسكوف للصحفيين إن الزعيمين ناقشا أوكرانيا وضرورة تنشيط “صيغة النورماندي”، وذلك خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا اليابانية.
وردا على سؤال صحفي حول ما إذا كان هناك تفاهم بشأن موعد اجتماع النورماندي المقبل، أجاب بيسكوف: “لا يوجد أي تفاهم بعد”.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قد أعلن في وقت سابق، عن اجتماع مبكر للمستشارين الذين سيعدون للقاء على مستوى رؤساء دول “صيغة النورماندي” (أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا).
وقال زيلينسكي، الاثنين الماضي: إن كييف ليست مستعدة لإجراء حوار مباشر مع دونيتسك ولوهانسك (الجمهوريتين المستقلتين عن أوكرانيا من طرف واحد)، وأنه يوافق فقط على المفاوضات بصيغة مينسك ووقف إطلاق النار.
وأشار زيلينسكي إلى أن استئناف المفاوضات في “صيغة النورماندي” سيتم بالتوازي مع المفاوضات في مينسك، بالإضافة إلى مناقشة مسألة إطلاق سراح الأوكرانيين المدانين في روسيا.
يذكر أن “رباعية النورماندي” الخاصة بتسوية الوضع في أوكرانيا تشكلت عام 2014 في إقليم نورماندي شمال غربي فرنسا، أثناء الاحتفالات بذكرى مرور 70 عاما على إنزال قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إلى الشاطئ الفرنسي. وتقتضي “صيغة النورماندي” بمشاركة كل من روسيا، وفرنسا، وألمانيا، وأوكرانيا، في المباحثات حول تسوية الوضع في شرق أوكرانيا.
رئاسة سعودية
واخيرا تسلمت السعودية رئاسة مجموعة الـ20 من اليابان، في ختام قمة المجموعة هناك التي استمرت ليومين.وألقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كلمة في جلسة الختام دعا فيها القادة لحضور قمة العشرين القادمة في الرياض.
وتطرق ولي العهد السعودي، خلال كلمة ألقاها في ختام أعمال القمة، إلى ضرورة العمل لمواجهة التحديات السيبرانية حتى لا تتحول إلى عوائق اقتصادية كبيرة.
كما أشار إلى دور ومسؤولية مجموعة العشرين في خلق بيئة يزدهر فيها العالم، مؤكدا أن بلاده ستعمل في إطار هذه المجموعة لإيجاد توافق لحل الأزمات في العالم، مشيرا الى ضرورة إشراك المرأة والشباب، اذ أنهما محوران أساسيان لتحقيق التنمية في العالم.