طه جزاع
جمعني برنامج تلفزيوني بالصديق الناشر حسين نهابة في حديث طويل حول أزمة الكِتاب الورقي بين المؤلف ودور النشر لمناسبة إقامة معرض العراق الدولي للكتاب هذه الأيام، وقد طُرحت العديد من الآراء التي تدل في مجملها على أهمية إقامة مثل هذه المعارض التي يمكن أن تدل على حيوية الحياة الثقافية في البلد، فضلاً عن إشاعة روح الأمان التي تدعو الناس
للاطمئنان.
وبالتأكيد فإن تعدد معارض الكتب خلال السنة الواحدة يتيح الفرصة لعدد كبير من المولعين بالقراءة الورقية للحصول على مبتغاهم من الإصدارات الحديثة لدور النشر العراقية والعربية وقضاء أوقات ممتعة ومفيدة في متابعة الفعاليات الثقافية والفنية التي تصاحب عادة أيام معارض الكتب، فضلاً عن إمكانية اللقاء والحوار مع الضيوف من الأدباء والفنانين والمؤلفين والناشرين الذين تكتمل بوجودهم الأهداف المتوخّاة من إقامة مثل هكذا معارض.
ولعل من أول الهموم التي تحضر في مثل هذه المناسبات هو انحسار القراءة الورقية وانخفاض نسبة القُرّاء عما كانوا عليه قبل ثلاثة عقود أو أربعة من الزمان قبل عصر الانفجار التقني والرقمي وانتشار الأنترنت وشيوع الكتاب الإلكتروني الذي يوفر مكتبات كاملة تضم ملايين الكتب والمراجع بصيغٍ متعددة سهلة القراءة، غير أن ناشرة مصرية مهمة مثل فاطمة البودي أكدت في حديث لإحدى الفضائيات مؤخراً بأن الكتاب الورقي عاد للصدارة في أوروبا وأميركا وزادت مبيعاته 30 بالمئة، كما أشارت إلى أن أسوأ ظاهرة تحدث في صناعة النشر العربي هي أن يدفع الكاتب تكاليف الطباعة مما يجعل كثيراً من الكتب تظهر للسوق وهي دون المستوى.