دمشق : وكالات
طالبت الحكومة السورية الانتقالية المؤقتة مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتدخل العاجل لإجبار الكيان الصهيوني على وقف هجماته العسكرية على الأراضي السورية، والانسحاب الفوري من المناطق التي توغل فيها.
وجاءت هذه المطالب في رسالتين وجههما سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إلى كل من المجلس والأمين العام، بتاريخ 9 كانون الأول الجاري، أي بعد يوم من سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدًا أنه ينقل تعليمات حكومته.
وتعد هذه الرسائل الأولى من نوعها التي ترسلها الحكومة السورية المؤقتة الجديدة إلى الأمم المتحدة.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، قال الضحاك في رسالته: إن "الجمهورية العربية السورية تعيش مرحلة جديدة يتطلع فيها شعبها إلى بناء دولة تقوم على الحرية والمساواة وسيادة القانون".
وأشار إلى أن "الجيش الصهيوني توغل مؤخرا في مناطق بجبل الشيخ ومحافظة القنيطرة، تزامنا مع قصف عنيف استهدف مواقع مدنية وعسكرية في دمشق ومناطق أخرى في سوريا".
وشدد الضحاك على أن "هذا العدوان يمثل انتهاكا صارخاً لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي تم التأكيد عليه بقرار مجلس الأمن رقم 350، بالإضافة إلى كونه انتهاكا للسيادة السورية ووحدة أراضيها، ويتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و497".
وفي ختام الرسالة، جددت سوريا دعوتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما عبر اتخاذ إجراءات فورية وملزمة لإيقاف الهجمات الصهيونية وضمان عدم تكرارها، مع الانسحاب الكامل من المناطق التي تم التوغل فيها مؤخرا، والالتزام الكامل ببنود اتفاق فض الاشتباك.
ويواصل الكيان الصهيوني منذ سقوط نظام الأسد؛ شن عدوان وهجمات جوية واسعة النطاق على سوريا هي الأضخم منذ حرب 1973، وأعلن قادة الكيان أن الهجمات الجوية والصاروخية دمرت أكثر من 90 % من القدرة العسكرية للجيش السوري من دبابات وطائرات ومنظومات دفاع جوية وأنظمة صاروخية وبحرية وغيرها.
من جهته، قال وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس، إنه زار برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتفعات الجولان، وأمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ المطلة على دمشق طوال فصل الشتاء، وذكر كاتس أنهما صعدا على قمة جبل الشيخ السورية.
وتشرف قمة جبل الشيخ على العديد من مناطق سوريا كدمشق وبادية الشام وسهل حوران، كما يمكن مشاهدة جزء من الحدود الشمالية الأردنية والفلسطينية، خاصة محافظة إربد وجبال الخليل وبحيرة طبرية، بالإضافة إلى كل من جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده أقنعت كلا من روسيا وإيران بعدم التدخل عسكريا في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة المسلحة، الذي أدى إلى إسقاط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية: إن "الأمر الأكثر أهمية قضي بالتحدث إلى الروس والإيرانيين، والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكريا في المعادلة. تحدثنا مع الروس والإيرانيين وقد تفهموا".
وأضاف "بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء، عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة".
واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وإيران، لكان "انتصار المعارضة استغرق وقتا طويلا، وكان هذا الأمر سيكون دمويا"، وفق تعبيره.
ولم تؤكد أو تنفي كل من موسكو وطهران ما أشار إليه الوزير التركي بشأن تدخل أنقرة للحيلولة دون مساعدة نظام الأسد قبل سقوطه.