كتب رئيس التحرير:
الزيارة التي أجراها وزير الخارجيَّة الأميركي أنتوني بلينكن للعراق أول من أمس أتتْ في وتيرة الحراك الدوليِّ والإقليميِّ للتباحث بشأن كيفيَّة التعاطي مع الوضع السوريِّ الجديد بعد إسقاط نظام بشّار الأسد ووصول القوّات المعارضة له إلى الحكم.
لكنَّ من اطلع على تفاصيل الزيارة وتصريحات بلينكن سيقف مطوّلاً عند كثيرٍ من العبارات قالها في سياقٍ غير ذي صلةٍ بالمسألة السوريَّة، وهي عبارات تهمّنا نحن العراقيين دون سوانا.
قال بلينكن: "عبَّرتُ لرئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ عن دهشتي حين وصولي لبغداد برؤية الإنشاءات وحيويَّة العاصمة بغداد، فهناك عملٌ مهمّ قد أنجز للتأكّد من حصول العراقيين على الخدمات الضروريَّة لبناء حياةٍ أفضل، ومن المثير للإعجاب حصول هذه التغييرات لأنَّ الشعب العراقيَّ يستحقّ هذا التطوّر".
يكشف تصريح الوزير الأميركيِّ عن مقدار التغيّر الذي طرأ على صورة بغداد منذ زيارته الأخيرة لها، وهي مدَّة ليستْ بالبعيدة، ما يعني أنَّ وتيرة الإعمار المتسارعة تركتْ أثراً ملحوظاً في عيون وأذهان زائريها.
معلومٌ أنَّ خير من يلحظ التغيير الذي يطرأ على هيأة مدينةٍ ما، هو من يزورها على فتراتٍ متباعدة، فتسهل عليه رؤية المتغيّرات، بل قد يكون التقاطه لهذا التغيير أوضح ممن يعيش فيها واعتاد على حياتها اليوميَّة. ولهذا فإنَّ شهادة الوزير الأميركيِّ على ما رأى من تطوّرٍ في عمران بغداد دالّة على أنَّ شيئاً كبيراً قد تحقق.