حسن جوان
عن دار العارف اللبنانية صدر مؤخراً كتاب "داعية حقوق الإنسان" للباحث والإعلامي حسين علاوي، والإصدار سيرة ودراسة في مشروع الدكتور وليد الحلي حركياً وإنسانياً، و يعد تدويناً ميسراً لمسيرة طويلة خاضها الحلي في مراحل حياته المكرسة للدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة النظام المباد.
ويذكر علاوي في تعريفه للكتاب بأنه وجد أن السيرة الذاتية للدكتور وليد الحلي تعدّ تجربة رائدة ومتميزة وخاصة في مضمار حقوق الإنسان. ويمكن أن نستنتج في ضوء الفصول الستة في هذا الكتاب أن الحلي هو بحق داعية لحقوق الإنسان. ويضيف الكاتب بأن ما يميز الحلي عن غيره أنه كتب عن حقوق الإنسان قبل أكثر من أربعة عقود، وأرّخ للكثير من الممارسات اللاإنسانية التي كان يقوم بها النظام الاستبدادي المباد (1968-2003) وهي إدانات مستخرجة من الوثائق والأدلة القانونية.
يستعرض هذا الكتاب كما جاء في تظهيرته رؤى الحلي في قيم حقوق الإنسان المتضمنة العدالة والأخلاق "التعاون والتسامح والإحسان" والحقوق والواجبات والحريات، إضافة إلى أفكاره الحركية، والبدايات والتكوين والنشأة والانتماء للحركة الإسلامية، وإنجازاته العلمية ونشاطاته في هذه الحقول. وفي محاولته لرسم مستقبل حقوق الإنسان في العراق على المستويين القريب والبعيد، كتب صاحب السيرة العشرات من مؤلفاته من الكتب والبحوث التي تحتاجها الدولة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني لبناء مستوى متقدم من حقوق الإنسان والمجتمع بكل مكوناته بتفعيل واحترام تلك المبادئ الإنسانية. أما من ناحية فكره الحركي فإنه - بحسب مؤلف الكتاب- ليس فكراً موحداً تحسمه الرؤى والتصورات والمفاهيم نفسها، بل هو فكر يمزج بين النظري والعملي، ذو مسارات فكرية وأكاديمية وسياسية إسلامية وإنسانية مؤكداً الإيمان بالعدل والتثقيف عليه واعتبار أن العمل على أساس العدل في كل ميادين الحياة يمثل القيمة العليا في المجتمع الإنساني، وأنه من أهم المبادئ الإنسانية التي تحقق السلم الاجتماعي والمصالحة الوطنية بين العراقيين وتحرّم العنف السياسي والتمييز القومي والطائفي، وتشجع على إحلال قيم ومفاهيم الحوار الهادف والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، كبديل عن ممارسات الطغاة.
ولد د. وليد الحلي في محافظة بابل، وفيها درس مراحله التعليمية الأولى، ثم التحق بكلية العلوم في جامعة بغداد ليتخرج من قسم كيمياء العلوم الصناعية في العام 1970. وحاز على درجة الماجستير في التخصص ذاته من جامعة يومست البريطانية عام 1975، ثم حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1977. عمل مدرساً في كلية التربية- جامعة بغداد 1977-1980، حيث كان أصغر أساتذة الجامعة وبقية الجامعات العراقية سنّاً، إذ كان عمره (25) عاماً. ثم عمل أستاذاً في جامعات ومؤسسات خارج العراق في الفترة من 1980-1998، ثم استاذاً زائراً في جامعة شمال لندن- بريطانيا من 1998- 2003. وبعد سقوط نظام البعث مباشرة عاد إلى العراق وعمل أستاذاً مساعداً في كلية التربية- جامعة بغداد، ثم مستشاراً علمياً لرئيس الجمهورية، وعضواً في مجلس النواب عام 2010، ثم مستشاراً لرئيس الوزراء لشؤون التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني عام 2014.