معسكر بلا مشكلات

الرياضة 2024/12/18
...

د. عدنان لفتة




اعتدنا في كلِّ بطولة خليجية أو عربية أو آسيوية أن تثار الأزمات بشأن وفد منتخبنا الوطني ويصبح فريقنا محور الاحاديث السلبية للبرامج والجلسات والإعلام والصفحات الإلكترونية.

فندق منتخبنا يتحول إلى واجهة محبّبة للفانيشستات والبلوغرات ومشاهير التواصل الاجتماعي، حيث التقاط الصور ومقاطع الفيديو مع نجوم الفريق واستباحة أوقاته وتدريباته وساعات استراحته في الفندق بشكل مثير للاستياء!! 

اعتدنا أن نشاهد كثرة الزائرين للتدريبات من المدربين والنجوم الدوليين العراقيين والعرب ويجلسون بلا إحساس طوال أوقات التدريبات ويتكلمون بأصوات عالية وضحكات تؤثر في اللاعبين وتفقدهم تركيزهم وهو ما يزعج الطاقم الفني بقيادة الإسباني كاساس الذي يغضب من هذه التصرفات. 

الآن ونحن على أبواب انطلاق خليجي (26) في الكويت نطالب باستلهام دروس مشاركاتنا السابقة وما تمخض عنها من أجواء فوضوية ألقت بظلالها على أوضاع لاعبينا ومعنوياتهم وارتداداتها السلبية على نتائجنا ومشاركات منتخبنا!! 

لابد من التصرف بحزم في فندق المنتخب ومعسكره وحمايته من كل الأشخاص عراقيين وخليجيين وأجانب.

من الضرورة إبعاد لاعبينا عن أي زيارات مهما كان مستوى الضيوف، قادة أو مسؤولين رياضيين أو شخصيات مجتمعية، والواجب يحتم على أعضاء اتحاد كرة القدم أن يبدؤوا بأنفسهم في التقليل من تواجدهم في الوحدات التدريبية ويتوجهوا إلى المدرجات حرصاً على منتخبنا ودعماً لتوجهات فرض الحزم والالتزام والانضباط في أروقته، وضرورة منع إجراء اللقاءات التلفزيونية مع المدرب كاساس أو لاعبيه في أي قناة أو برنامج ولا تستثنى أي قناة فيظهر لاعبونا ووفدنا فيها في ساعات متأخرة من الليل!! 

علينا تمهيد الأجواء والأرضية المناسبة لمعسكر عراقي مليء بالهدوء، بعيد عن المشكلات والأزمات وإحاطة أموره بالكتمان وإبعاد أصحاب المصادر الخاصة والحصريات اللاهثين وراء اللايكات والمشاهدات دون الحرص على مسيرة منتخبنا وسمعته. 

نريد انضباطاً عالياً وشعوراً كبيراً بالمسؤولية في هذه المشاركة كي لا نقع في فخ الأزمات التي طالما أساءت إلى صورة مشاركاتنا ونقلت مشاهد مؤسفة عن وفودنا التي نريدها ناصعة أنيقة تعبّر عن بلدنا المتعافي الذي يرسل رسائل الجمال والأمل في عهده الجديد.