بيروت: جبار عودة الخطاط
برغم حالة التفاؤل التي يبديها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حيال إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية المنتظرة يوم 9 كانون الثاني المقبل، فإن الأجواء السياسية في الداخل لا تشي ببلورة توافق بين الفرقاء السياسيين يمكن أن يفضي لوضع حدٍّ للشغور الرئاسي الممتد منذ عامين، فيما تزال قوى الخارج المؤثرة منقسمة في تسمية المرشحين لهذا الاستحقاق.
ولأول مرة تشهد بورصة الشخصيات المرشحة للرئاسة الأولى في لبنان وفرة في الأسماء في وقت لم يبق سوى 20 يوماً على الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب، ولعل الفترة التي تفصل الفرقاء السياسيين عن ذلك التأريخ كفيلة بفرض حالة التوافق لإنجاز تسمية الرئيس، غير أن واقع الحال يشير إلى صعوبة تحقيق ذلك على الصعيدين الداخلي والخارجي، فلبنانياً يدفع رئيس مجلس النواب نبيه بري بإحدى ورقتي العميد "جورج خوري" أو العميد "إلياس البيسري"، وكما يبدو ثمة توافق على ذلك من قبل حزب الله الذي كان يتمسك قبل أحداث الحرب وما تركته من عصف سياسي، على ترشيح رئيس تيار المردة "سليمان فرنجية" الذي كما يبدو تضاءلت حظوظ ترشحه إلى حد كبير، بينما يرشح رئيس التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل "زياد بارود"، برغم إعلانه السير بترشيح "إلياس البيسري"، ويرى مراقبون أن ذلك لا يعدو عن كونه مناورة سياسية ليس إلا. وفي حين، لم ترصد مؤشرات على توافق قوى المعارضة على شخصية بعينها، ثمة من يرى بأن قوى المعارضة ولاسيما حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، تسعى إلى عدم وصول جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل لمرشح ليصار بعد ذلك لإرجاء استحقاق الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لرسم معادلة سياسية جديدة يمكن أن ترجح كفة المعارضة في ضوء التغييرات العنيفة التي شهدها لبنان والمنطقة، ولا يخفى طموح "جعجع" بترشيح نفسه برغم عدم واقعية ذلك في ضوء معارضة الكثيرين لترشحه، أما خارجياً فيبدو اسم قائد الجيش العماد "جوزيف عون" هو المفضل لدى واشنطن والرياض، بينما تدعم باريس ترشيح كل من "سمير عساف" و"زياد بارود" و"ناصيف حتي"، أما الدوحة فتفضل المدير العام للأمن العام الحالي اللواء "الياس البيسري".
في السياق، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، أنه سيكون للبنان رئيس للجمهوريّة في التاسع من كانون الثاني 2025 إذا التزم رئيس مجلس النوّاب نبيه بري بجلسة انتخابيّة مفتوحة وبدورات متتالية إلى حين انتخاب الرئيس، وعن إمكانيّة تصويت نوّاب الكتائب لرئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع قال الجميّل: "ليش لأ، المهم أن يكون المرشح من الخطّ الذي يؤكد على سيادة الدولة"، بحسب تعبيره.