دمشق : وكالات
طالبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، في حين دعا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ عملية سياسية "جامعة ويقودها السوريون".
وفي كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قالت فون دير لاين، إن سوريا القديمة اختفت لكن سوريا الجديدة لم تولد بعد، معتبرة أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد كان تحريرا للسوريين، وأضافت أن الفترة القادمة ستكون حاسمة لتشكيل سوريا الجديدة، وأن أوروبا ستلعب دورا في ذلك، مؤكدة أن هناك خطوات مشجعة من الإدارة الجديدة في سوريا، لكن هناك أسئلة لا تزال من دون إجابات، على حد قولها.
كما قالت إن الاتحاد الأوروبي سيكثف اتصالاته المباشرة مع النظام الجديد وكافة الفصائل في سوريا، وإن من مصلحة الجميع حدوث انتقال سلمي يشمل الجميع في سوريا. وأشارت إلى ضرورة إعادة النظر في عقوبات بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، مشددة على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية من دون إكراه، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في ترميم البنية التحتية في سوريا بشكل تدريجي. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية، إن محادثات مبعوثها إلى سوريا شتيفان شنيك مع الإدارة السورية الجديدة، تناولت التحول السياسي في سوريا وحقوق الإنسان، وفي فيديو له من قلب أحياء دمشق القديمة نشره عبر حسابه في منصة "x"، جدد شنيك دعم بلاده للعدالة والمصالحة والسلام في سوريا.
وفي السياق، دعا مجلس الأمن الدولي - في ختام جلسة حضرها الموفد الأممي إلى سوريا غير بيدرسون - إلى تنفيذ عملية سياسية "جامعة ويقودها السوريون"، مشددا أيضا على وجوب تمكين الشعب السوري من "تحديد مستقبله". وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، من بينهم روسيا والولايات المتحدة، دعا المجلس إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تقوّض الأمن الإقليمي، وحث على تقديم دعم دولي إضافي لزيادة الدعم الإنساني للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، كما أكد "أهمية منع تنظيم (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى من إعادة تأسيس قدراتها في سوريا".
وكان الموفد الأممي زار سوريا والتقى الإدارة السياسية الجديدة التي تعهدت بأن تكون سوريا الجديدة لجميع مكوناتها، كما وعدت بدستور جديد وإجراء انتخابات.
في غضون ذلك، قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، إن كيانه سيبقى في موقع جبل الشيخ الستراتيجي على الحدود السورية لحين التوصل لترتيب
مختلف.
واحتلت القوات الصهيونية جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، مستغلة حالة الارتباك بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد هذا الشهر. وأمر وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس، القوات الأسبوع الماضي بالاستعداد للبقاء في جبل الشيخ خلال فصل الشتاء، ثم عاد وقال أمس الأربعاء، إن على جيش الكيان استكمال التحصينات والإجراءات الدفاعية في منطقة جبل الشيخ تحسبًا لاحتمال البقاء هناك لفترة طويلة، على حد قوله.
ومساء أمس الأول الثلاثاء، قام نتنياهو بزيارة الموقع، للاستماع إلى إفادة بشأن العمليات مع قادة لجيش الاحتلال ومسؤولين أمنيين. وقال في بيان صدر عن مكتبه في وقت مبكر فجر الأربعاء: "نجري هذا التقييم من أجل اتخاذ قرار بشأن نشر جيش الدفاع في هذا الموقع المهم لحين التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن (الكيان الصهيوني)".
ويمتد جبل الشيخ بين سوريا ولبنان ويهيمن على مرتفعات الجولان السورية التي احتل الكيان الصهيوني معظمها خلال حرب حزيران 1967 قبل ضم المنطقة الخاضعة لسيطرتها عام 1981، في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.