الأسواق العشوائيَّة تُغذّي الحياة وتُشوِّه الجمال

الأولى 2024/12/19
...

  بغداد: سرور العلي

بين الاحتياجات الاقتصاديَّة للمواطنين، والحفاظ على جماليَّة المدينة، تبقى التحديات قائمةً مع استمرار ظاهرة التجاوزات في الشوارع والأسواق الشعبيَّة. هذه الظاهرة التي تزداد تعقيداً مع الوقت، تُعبِّر عن واقعٍ صعبٍ يعيشه العديد من البائعين الذين يعتمدون على البسطات كمصدر رزقٍ وحيدٍ لهم في ظلِّ قلَّة فرص العمل. في المقابل، تظهر الحاجة الملحَّة لتنظيم هذه الأسواق والحفاظ على مظهر المدينة بشكلٍ لا يتعارض مع احتياجات المواطنين. تُعدُّ سوق مريدي مثالاً بارزاً على هذه الفوضى، إذ تنتشر البسطات بشكلٍ عشوائي وتُعيق الحركة في الشوارع. يتفق الكثيرون على ضرورة إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ لتنظيم هذه الأسواق بحيث لا تؤثر في حياة المواطنين بشكلٍ سلبيّ، مثل إنشاء أسواقٍ نموذجيَّةٍ تستوعب هذه البسطات بشكلٍ منظم. وفي هذا السياق، يرى البعض أنَّ هذه الأسواق يمكن أنْ تكون مصدر دخلٍ للأمانة من خلال تأجير المساحات بطريقةٍ أكثر تنظيماً، كما يُعزّز ذلك من استمراريَّة فرص العمل للأسر الفقيرة. أما من الناحيَّة الاقتصاديَّة، فيشير د. ستار البياتي إلى أنَّ هذه البسطات تندرج ضمن "الاقتصاد غير الرسمي" الذي يُسهم في تخفيف الضغط على الدولة في ما يتعلق بمشكلة البطالة. ورغم غياب تطبيق الضرائب، إلا أنَّ هذه الفئة تُعدّ عنصراً مهمّاً في سوق العمل. على الجانب الآخر، تسعى أمانة بغداد إلى إزالة هذه التجاوزات للحفاظ على الذوق العام والعمران. فقد أطلقتْ حملات تهدف إلى إزالة الفوضى من الشوارع وتنظيمها. وأكّد المتحدِّث باسم الأمانة المهندس محمد الربيعي أنَّ هذه الحملات ستستمرّ، مشيراً إلى أنَّ هناك جهاتٍ مختصَّة تتابع عمليَّة إزالة التجاوزات واتخاذ الإجراءات القانونيَّة بحقِّ المخالفين.