استعدادات كبرى لتشييع الشهيد نصر الله في بيروت

قضايا عربية ودولية 2024/12/26
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

 

اجتماعات مكثَّفة تعقدها الجهات المعنية في حزب الله لإتمام الإجراءات التي تمهِّد الطريق لإقامة التشييع الكبير لأمينه العام السابق وشهيده الأكبر السيد حسن نصر الله بعد أن تمت تهيئة قطعة أرض في شارع المطار القديم بمحاذاة منطقة برج البراجنة لتكون ضريحاً ومزاراً لنصر الله، في وقت أفادت مصادر إلى قرب وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت لبحث تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني إلى شهرين إضافيين تزامناً مع انعقاد جلسة انتخاب رئيس جديد للبنان في 9 كانون الثاني المقبل.

تشييع نصر الله ينتظره أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع والمناطق الأخرى بلهفة كبيرة، ويرجّح المراقبون أن يكون التشييع مهيباً وحاشداً وهو بمثابة استفتاء شعبي على التمسُّك بخيارات حزب الله بعد حرب الإسناد لغزة التي انتهت باتفاق وقت إطلاق النار، والذي يشهد يومياً العديد من الخروق الصهيونية. 

ومن المنتظر أن يكون التشييع للسيد نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي لـلحزب هاشم صفي الدين معاً، غير أن المعلومات تفيد بأن الأخير أوصى أن يدفن في بلدته "دير قانون" في قضاء صور بجنوب لبنان، ووفقاً لمعلومات حصلت عليها "الصباح"، فإن الحزب سيتريَّث في تحديد موعد التشييع بانتظار إكمال فتح الشوارع والطرقات في الضاحية الجنوبية؛ ولا سيما "أوتستراد السيد هادي" والتي تضررت جرَّاء الغارات الصهيونية العنيفة عليها حيث تقوم الجرافات والآليات بجهد كبير لإزالة الردم ورفع الأنقاض، كما أن الحزب ينتظر عودة كامل النازحين من الخارج حيث نزح الآلاف للعراق وسوريا وإيران للمشاركة في يوم التشييع المنتظر.

في غضون ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيزور لبنان قد يسعى لتمديد هدنة الـ60 يوماً شهرين إضافيين وسط التوتر في المنطقة.

وفيما ذكرت المصادر، أن هوكشتاين الذي يتشارك رئاسة لجنة الرقابة الخماسية على تطبيق اتفاق وقف النار مع جنرال أميركي، قد يسعى لتمديد فترة الهدنة التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، أشارت مصادر أخرى إلى أن الزيارة ستركز أيضاً على الملفِّ الرئاسي إذ ينتظر لبنان عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل.

ولا تستبعد المصادر، أن يحمل هوكشتاين كلمة السر حول المرشح الذي يضيء الشارة الخضراء نحو جلسة الانتخاب الرئاسية، والتي يمكن أن تضع قطار حلِّ الأزمات اللبنانية على السكة، خصوصاً أن الكثير من التحديات تواجه لبنان، وتتطلب قرارات جريئة وتعاون كل القوى السياسية للاستفادة من اللحظة التاريخية التي تساعد في إعادة بناء الدولة.

وذكرت المصادر أن كلمة السر المتوقعة من هوكشتاين مرجَّحة أن تحمل اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، تمهيداً لقيام الأخير بإزالة العوائق التي تعترض طريق العماد عون إلى قصر بعبدا، وواجهتها دستورية بتعديل دستوري يحتاج إليه قائد الجيش.

في سياق متصل بالملف الرئاسي، ذكر المرشح نعمة أقرام، أنه "حتى لو لم نتمكّن من انتخاب رئيس من الدورة الأولى، يجب أن نبقى في المجلس النيابي إلى حين انتخاب رئيس، كما قال الرئيس برّي في تجربة تشبه انتخاب البابوات في المجلس الفاتيكاني، حتّى نصل إلى الدخان الأبيض"، مشدداً على ان "الأمور ستتكشّف في الأسبوع الأخير الذي يسبق الجلسة وتحديداً في الأيام الثلاثة الأخيرة، فإذا اجتمعت الحكومة وطلبت التعديل الدستوري فهذا مؤشر إلى توافق على انتخاب أحد المرشحين العسكريين العماد جوزيف عون أو اللواء الياس البيسري".

وأضاف، "لذلك، الأسبوع الأوّل من السنة مفصلي، فإمّا أن يكون هناك تعديل دستوريّ وبالتالي انتخاب أحد العسكريّين وإمّا الدخول إلى جلسة 9 كانون الثاني بمرشّحين ومن دون تعديل دستوري. سنكون أمام السيناريو الديمقراطي الأمثل والطريق الأسرع لانتخاب رئيس. أمّا في حال كان عدد المرشّحين أكبر، فسنكون أمام جلسات مفتوحة وطويلة".