الهجرة غير الشرعيَّة تقود الشباب إلى مصير مجهول

الأولى 2024/12/26
...

 بغداد: الصباح


 يعتقد الكثير من الشباب أنَّ الهجرة هي الحلُّ المثاليُّ للهروب من الأزمات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التي تُثقل كاهلهم في وطنهم، لكنَّ الواقع غالباً ما يكون مفاجئاً. فبدلاً من أنْ تكون الهجرة بوابةً لفرصٍ أفضل، تتحوَّل في كثيرٍ من الحالات إلى رحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر، تقودهم إلى مستقبلٍ مجهولٍ، إذ يواجهون تحدياتٍ قد تكون أشدَّ قسوةٍ مما تركوه وراءهم. أحمد عماد، أحد هؤلاء الشباب، الذي قرَّر مغادرة العراق في عام (2015)، يصف تجربته بأنها كانتْ بمثابة رحلةٍ نحو المجهول، انتقل من أربيل إلى تركيا، حيث بدأ العمل في وظائف شاقّة، وكان الحلم الأوروبي يراوده كلَّ يوم. لكن بعد سنواتٍ من الانتظار، اكتشف أنَّ الأمل أصبح سراباً وأنْ لا شيء قد تغيّر، سوى ازدياد المعاناة. الدكتورة بتول عيسى، الاختصاصيَّة النفسيَّة، تقول إنَّ الهجرة غير الشرعيَّة تجعل الشباب يعانون صراعاً داخليّاً مستمرّاً مع أنفسهم، وأنَّ هذا الصراع يرافقهم حتى بعد وصولهم إلى وجهاتهم، إذ يواجهون تحدياتٍ أكبر من تلك التي تركوها وراءهم. وفي الوقت الذي يستمرّ فيه الشباب باختيار طريق الهجرة، تعمل الحكومة، من خلال مؤسَّساتها المعنيَّة، على اتخاذ إجراءاتٍ للحدِّ من هذه الظاهرة، بعدما تمَّ إقرار الخطة الوطنيَّة للحدِّ من الهجرة غير الشرعيَّة، التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصاديَّة وتوفير فرص عمل، بما يُذلّل الأسباب التي تدفعهم إلى مغادرة البلاد، ويجعل الشباب يرون في وطنهم فرصة لبناء مستقبلهم وليس مجرَّد مكانٍ للهروب منه.