بغداد : سرور العلي
يشعر الكثير من المواطنين، ولا سيما فئة الشباب، أنَّ العمليَّة الانتخابيَّة أصبحتْ مجرَّد روتينٍ موسميّ، ممّا يُعزّز لديهم الشعور بعدم جدوى المشاركة. إذ يصف هؤلاء الانتخابات بأنها "مجرَّد آليَّةٍ لتوزيع المناصب بين قوى سياسيَّةٍ متنافسة"، دون أنْ يكون هناك تغيير حقيقيّ في حياتهم اليوميَّة أو في وضعهم الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، ولذلك يرون أنَّ هذه الممارسة ليستْ سوى "وسيلةٍ للإبقاء على الوضع كما هو". في مواجهة هذه التحديات، بدأت المفوضيَّة العليا المستقلة للانتخابات تكثيف حملاتها التوعويَّة لتحفيز الشباب على المشاركة في الانتخابات. واحدة من هذه المبادرات هي (برلمان الطلبة)، التي تهدف إلى نشر الثقافة الديمقراطيَّة بين الطلاب وتعريفهم بأهميَّة الانتخابات، وتحفيزهم على ممارسة حقّهم الانتخابيّ في بيئةٍ مدرسيَّة، مع مراعاة ضمان نزاهة العمليَّة الانتخابيَّة. وتهدف المبادرة (برلمان الطلبة) إلى تنظيم عمليَّة اقتراع في إحدى المدارس، لانتخاب (نائبات) يُمثلْنَ الطالبات في مناقشة قضايا المدرسة والتحديات التي تواجههنَّ. ورغم عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات، يُظهر العديد من الشباب اهتماماً بالتغيير، لكنهم يطالبون بوجود مرشَّحين يمثلونهم بصدق. الطالبة ميساء أحمد تقول: "من الضروري أنْ يعرف الطلبة حقوقهم وواجباتهم، وأنْ يُعبِّروا عن رأيهم بكلِّ شفافيَّة."أحد الحلول الرئيسة لتحفيز الشباب على المشاركة في الانتخابات هو زيادة الوعي السياسيّ من خلال التعليم والتثقيف. وفي هذا الصدد يُشير د. أسامة مرتضى السعيدي، عميد كليَّة العلوم السياسيَّة في جامعة النهرين، إلى ضرورة بناء جيلٍ مثقفٍ وواعٍ قادرٍ على المشاركة الفاعلة في عمليات الإصلاح، مضيفاً بالقول "إذا تمَّ إشراك الشباب بشكلٍ حقيقيّ في عمليَّة صنع القرار، يمكن أنْ يكون لديهم تأثيرٌ إيجابيّ كبيرٌ في المستقبل".