كتب رئيس التحرير:
قبل سنتين تقريباً أصدر موقع "نومبيو" للإحصاءات نشرةً لأفضل وأسوأ الأنظمة الصحيَّة في العالم. وكان موقع العراق في هذه النشرة لا يسرّ، فقد عدَّه الموقع ثالث أسوأ نظامٍ صحيّ. وقد لا تكون بيانات "نومبيو" دقيقة لكنّها تؤشّر إلى خللٍ في مكانٍ ما.
جذور مشكلة الخدمات الصحيَّة تعود إلى أكثر من أربعين سنة، وبالتحديد وقت ألغى نظام صدام الدعم الحكوميَّ للصحَّة بسبب الانشغال بحروبه مع إيران أوّلاً ثمَّ مع العالم كلّه، وتفاقمتْ وقت الحصار إلى أنْ بلغت الذروة بعد سقوطه وما تبعه من تداعياتٍ أمنيَّةٍ وسياسيَّة.
لكنَّ هناك ما يدعو حقاً للأمل والتفاؤل. فمنذ إصدار تلك النشرة شهد العراق تصاعداً ملحوظاً في جهود توفير الأمان الصحيِّ، إلى الحدِّ الذي شهدتْ به منظمة الصحَّة العالميَّة التي أشادتْ تقاريرها هذا العام "بالتطوّر الحاصل في المراكز الصحيَّة العراقيَّة وتقديم جميع اللقاحات للمواطنين مجاناً".
قلّة المستشفيات والمراكز الصحيَّة كانت أبرز أسباب المشكلة. فقد ظلَّ العراق يعتمد على مراكز قديمةٍ أغلبها متهالك. غير أنَّ الخطة التي اعتمدتْها حكومة السيّد السودانيّ أولتْ اهتماماً ملحوظاً بإيجاد الحلول فوضعتْ في أولوياتها مشاريع صحيَّة كبيرةً لسدِّ الفجوة الحاصلة في الأمن الصحيِّ العراقيِّ.
كان افتتاح مستشفى الشعب أمس في بغداد خطوةً تؤكّد عزم الحكومة على تنفيذ برنامجها الذي وعدتْ به، ودليلاً على مضيّها في حلِّ معضلةٍ كانت الحكومات المتعاقبة تتوارثها بسبب العراقيل الأمنيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة.