ترجمة: بهاء سلمان
القلق البيئي يمثل أحد محركات جائحة الصحة العقلية، ويشمل القلق بشأن المستقبل الذي يمكن أن يؤدي إلى الخوف أو الغضب أو العجز أو الإرهاق أو التوتر أو الحزن. وبينما كان هناك نقاش في المجتمع الطبي حول التعريف الدقيق، هناك إجماع على أن عدم اليقين وعدم القدرة على السيطرة يغذيان القلق البيئي.
تهديد كبير
ويعد القلق البيئي أكثر انتشاراً بين الشباب؛ فقد يكون هذا وجود الحال، لأن الشباب لديهم مستقبل أكثر غموضاً، وبالتالي ينظرون إلى تغيّر المناخ على أنه تهديد أكبر من الأجيال الأكبر سناً. تلعب عوامل أخرى دورا أيضاً وهي: تحديد الهوية كأنثى، وعدم القدرة على اتخاذ إجراء، ووجود ارتباط قوي بالأرض يمكن أن يجعل القلق البيئي أسوأ.
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً دوراً له أهميته، حيث يتعلّم الناس، وخاصة الأطفال، الآن عن تغيّر المناخ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. إن مشاهدة الكوارث الطبيعية عبر الإنترنت، على الرغم من اختلافها عن العيش خلالها، يمكن أن يحفّز تطوّر القلق البيئي. كما يمكن للبالغين طمأنة الأطفال من خلال الانخراط في سلوك يحارب تغيّر المناخ بنشاط. تشمل العوامل الوقائية ضد القلق البيئي المشاركة في النشاط، والثقة في التكنولوجيا، وتنمية الشعور بالقدرة على التصرف في مواجهة تغيّر المناخ.
الخطر يحدق بأطفالنا واقتصادنا
ونظراً لتوجيه مليارات الدولارات من التمويل نحو الصحة العقلية في أعقاب جائحة كوفيد 19، فمن المهم أن تشمل الحلول المقترحة قضايا مؤثرة، مثل القلق البيئي؛ وإلا فإننا نخاطر بالإنفاق على حلول لا تعالج الطيف الكامل من المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية.
وهذا مهم بشكل خاص في مجال الصحة العقلية للشباب، حيث يتمتع المتلقون للرعاية بوعي متزايد بالتقاطع بين هذه المجالات، فهناك نسبة 67 بالمئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً قلقون إلى حد ما بشأن تأثير تغيّر المناخ على صحتهم العقلية.
عند تطوير حلول الصحة العقلية التي تعالج القلق البيئي، بما في ذلك للشباب، يجب على مقدمي الحلول النظر في أنواع مختلفة من سلوكيات التأقلم والنتائج المرتبطة بها، بما في ذلك:
التأقلم المرتكز على المشكلة، حيث يجب اتخاذ خطوات نشطة لمعالجة تغيّر المناخ. وهناك التأقلم المرتكز على العاطفة، فمن الضروري تحديد وضع لإدارة المشاعر السلبية المتعلقة بتغيّر المناخ. وهناك أيضاً التعامل مع الأمور التي تركز على المعنى، من حيث إدارة المشاعر السلبية المرتبطة بتغيّر المناخ، وفي الوقت نفسه تعزيز المشاعر الإيجابية، مثل الأمل من خلال مكافحة تغيّر المناخ.
الحل الأكثر فعالية
في حين أن التعامل مع الأمور التي تركز على العاطفة كان الاستراتيجية الأكثر شيوعاً التي يستخدمها المراهقون والشباب حتى الآن، فقد وجدت الأبحاث أن التعامل مع الأمور التي تركز على المعنى هو الحل الأكثر فعالية في ما يتعلّق بالقلق البيئي. وعندما يتم ذلك بشكل صحيح، فإن التعامل مع الأمور التي تركز على المعنى، مثل المشاركة في مكافحة تغيّر المناخ من خلال التطوّع أو الحملات، يسهل المشاعر الإيجابية مثل الأمل دون تجاهل المشاعر السلبية مثل الغضب أو القلق.
النتيجة النهائية هي معالجة القلق، بدلاً من الانغماس فيه، والشعور بالحافز للانخراط في النشاط والسلوكيات الأخرى المؤيدة للبيئة. ولن يؤدي هذا الوضع إلى تحسين الصحة العقلية لأولئك الذين يقلقون بشأن تغير المناخ فحسب، بل سيسهم أيضاً في الحركة الشعبية لحماية
كوكبنا.
عن: المنتدى الاقتصادي العالمي