من يتحمَّل مسؤوليَّة خيبتنا في خليجي 26؟

الرياضة 2024/12/30
...

  د. عدنان لفتة


مشاركة مخيِّبة للآمال خسرنا فيها سمعتنا كحامل لقب بطولة الخليج يخرج بسرعة شديدة بالمركز الأخير في مجموعته بفوز هزيل وخسارتين موجعتين أمام البحرين والسعودية وبرصيد هدفين مقابل خمسة أهداف في شباكه. 

مشاركة أضعنا فيها هدف منح الفرصة للمواهب الشابة التي لم تجد لها مكاناً وسط إصرار المدرب كاساس على لاعبين كانوا عناصر أساسيين على مدى سنوات طويلة ولم يقدموا ما يشفع لهم للبقاء في التشكيلة الدولية بعد توالي الإخفاقات والأخطاء.  منتخب وطني هو الأفضل مسيرة في تصفيات آسيا لكأس العالم، يثق به الشارع الرياضي ويتفاءل به كثيراً.. يغير كل هذه الصورة في بطولة الخليج بتشكيلات مضطربة ولاعبين يرتعدون خوفاً وهلعاً ومدرب لا يعرف ماذا يفعل ليدخل الشك إلى نفوسنا بتواضع الفريق وضعفه أمام منتخبات خليجية وخشيتنا بتوالي الهزائم والانكسارات وفقدان حلمنا الأكبر في بلوغ المونديال.  الفوضى الإدارية ضربت أسوار الفريق وتصريحات مشرف المنتخب يونس محمود وتّرت الأجواء داخل صفوفنا ومنحت الحافز للفريق السعودي الذي عدّ الفوز على العراق مسألة حياة أو موت للثأر لكرتهم وسمعتهم التي سخر منها محمود دون إحساس بالمسؤولية أو التفكير بمصلحة بلدنا ومنتخبنا.   تشكيلتنا لم نجد فيها ما يبرد الجمر في قلوبنا فلم يقدم السواد الأعظم من اللاعبين ما كان مرجواً منهم بعد أن غاب الحافز والرغبة في أن نقدم الأداء الأفضل، ليست هذه كرتنا ولا مستوياتنا والمدرب كاساس ارتكب أخطاء تكتيكية عدّة في مبارياتنا الثلاث وثقة الجميع اهتزت به فلم يعد يحظى بالدعم كما كان هو خلال سنتين مضتا، تجديد الصفوف غاب واللاعبون الأكفاء لا يجدون فرصتهم مع الفريق الذي للأسف صار موضعاً للتجارب واختيار لاعبين غير مناسبين رافقوا المنتخب في إخفاقات كرتنا ومن الغرابة أن تتم الاستعانة بهم مرة أخرى ليحطموا كل بناء لنا نشدناه لتكوين فريق عراقي قوي لا يهاب أحداً ويقترب من قمة منتخبات آسيا. 

اتحاد الكرة يتحمل كامل مسؤولية التقصير فالمشاركة كان يمكن أن تخصص للمنتخب الرديف لنسهم في ظهور أسماء جديدة ونحافظ على هيبة منتخبنا الأول لكن الرؤية العلمية غابت فخسرنا نتاج عملنا المرتبك. 

المطلوب الآن إجراء تقييم شامل للمنتخب الوطني ومسيرته وأسباب تراجعه ومدى تقصير المدرب كاساس الذي تغيرت أحواله رأساً على عقب منذ تجديد التعاقد معه فلم يعد هو المدرب نفسه الذي كان يمثل قارب النجاة لكرتنا!!