أميركا اللاتينية تحتفل بالاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي

اقتصادية 2019/07/01
...

جورغيلينا دو روزاريو ترجمة: خالد قاسم
 
 
 
 
يعد التقدم المفاجئ بمحادثات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور بعد عشرين سنة من المحاولات، تعزيزا لرئيسي دولتين في أميركا الجنوبية، يعانيان من توقعات اقتصادية سلبية.
تمهد المفاوضات بين الكتلة الأوروبية ومجموعة الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي الطريق أمام اتفاقية لتوسيع شحنات السلع بقيمة 102 مليار دولار سنويا. وشارك رئيس الأرجنتين مارويسيو ماكري مقطعا صوتيا لوزير خارجيته وهو يبكي فرحا بسبب هذا التطور، أما الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو فنشر سلسلة تغريدات احتفالا “بالاتفاق التاريخي واليوم الكبير”.
يعزز الاتفاق دفاع القادة الأوروبيين عن التجارة الحرة وسط الحمائية التي يؤيدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكر جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية للمراسلين في أوساكا على هامش قمة العشرين: “بدأت المفاوضات قبل عشرين سنة، وكانت طويلة وقاسية أحيانا، وكنا قريبين قبل ذلك لكن اليوم اتفقنا أخيرا”.
الانتصار أكثر أهمية بالنسبة لزعماء أميركا الجنوبية، اذ يواجه ماكري حملة اعادة انتخاب صعبة وسط ثاني ركود اقتصادي خلال أربع سنوات، أما معدلات شعبية بولسونارو فهي بانخفاض بعد مرور ستة أشهر فقط على رئاسته، وتراجع توقعات النمو وبقاء البطالة مرتفعة جدا.يقول خبير بشؤون أميركا اللاتينية: “اتفاق ميركوسور والاتحاد الأوروبي التجاري هو اتفاق تاريخي. سيفتح الاتفاق موجة جديدة من التجارة والاستثمار للطرفين، ويعطي زخما جديدا لأهمية التجارة الحرة المبنية على القواعد مع التقاء زعماء الدول العشرين في اليابان”.
أخبر بولسونارو المراسلين في أوساكا أن البرازيل “سعيدة جدا” بالاتفاق، وتوقع أن يكون له تأثير ايجابي “من المؤكد أن دولا أخرى ستهتم بالتفاوض معنا، مثل اليابان”.
 وذكر بيان صحفي لوزارة الاقتصاد البرازيلية أن الاتفاق سيعزز الناتج المحلي الاجمالي بأكثر من 87 مليار دولار خلال السنوات الـ 15 المقبلة، وهو رقم قد يرتفع الى 125 مليار دولار.
أما ماكري فأخبر المراسلين في أوساكا بأن الاتفاقية هي أهم اتفاق “وقعناه في تاريخنا على الاطلاق. يعزز الاتفاق نمو المنطقة ولا يعود الفضل للتجارة فحسب ولكن لتدفق الاستثمار أيضا. يجب الاتفاق على قواعد أكثر وضوحا وأكثر استقرارا لمن يريد تطوير منطقتنا.”
الاتفاق ايجابي لرئيس الأوروغواي تاباري فازكيز أيضا، حيث يواجه حزبه اليساري الحاكم “الجبهة العريضة” أصعب اختبار انتخابي له في تشرين الأول منذ اكتساحه اقتراع 2005. وحظيت المفاوضات بدعم كامل من حكومة رئيس باراغواي ماريو بينيتز وسلفه هوراسيو كارتس، وهما من حزب كولورادو الحاكم.
تقول الاقتصادية أدريانا دوبيتا المختصة بشؤون أميركا اللاتينية: “ هناك الكثير يجب توضيحه، لكن النقاط الأولية هي أن الاتفاق ايجابي بالتأكيد للأرجنتين والبرازيل من حيث الصادرات والانتاجية والرفاهية، حتى اذا ظهرت تلك المنافع بالمدى البعيد”.
تؤمن أميركا الجنوبية بتحقق تعزيز فوري للاستثمار بعد هذا التطور، لكن الاتفاق الفعلي لن يدخل حيز التنفيذ حتى تصادق عليه برلمانات الدول المشاركة. يتوقع هوراسيو رييسر، سكرتير وزارة خارجية الأرجنتين للعلاقات الاقتصادية الدولية، أن يستغرق اقرار برلمان بلاده للاتفاق بين سنتين الى ثلاث سنوات.
سرعان ما رحبت مجموعات الأعمال بالاتفاق، اذ قال اتحاد الصناعة الوطني البرازيلي أنها أهم اتفاقية وقعتها بلاده، وقد تمثل جواز سفر البرازيل لدخول عصبة الاقتصاديات الكبرى في التجارة الدولية.
موقع بلومبيرغ