كتب رئيس التحرير:
لطالما كانتْ كرة القدم سبباً لفرح العراقيين وعامل توحيدٍ ومتنفّساً لهم في الأزمات. ولا أظنُّ أنَّ أحداً ينسى لحظة تموز (2007) حين دفع فوز المنتخب ببطولة آسيا جموع الناس للتوحُّد تحت رايةٍ واحدةٍ وهتافٍ واحدٍ باسم الوطن.
ما أنْ يدخل المنتخب الوطنيُّ إلى بطولةٍ حتّى يتحوَّل جميع العراقيين إلى عشَّاقٍ لكرة القدم، بل أنَّ كثيراً منهم يُصبحون محلّلين كرويين. وفي الأيام الفائتة كان حديث العراقيين كروياً بامتياز، فاصطبغتْ وسائل التواصل الاجتماعيّ بصبغةٍ رياضيَّة. وأدلى الجميع بدلوه. والمناسبة بطولة خليجي (26) التي لم تزلْ تجري أحداثها في الكويت.
البطولة انتهتْ بالنسبة لمنتخبنا فقد خرج من الدور الأول بخسارتين غير متوقعتين أثارتا غضب الشارع وخلّفتا شعوراً بالمرارة في النفوس.
الخسارة في كرة القدم متوقعة، والرياضيُّ الحقيقيُّ هو من يتقبّلها برحابة صدر، لكنَّ الأجواء الإعلاميَّة التي سبقتْ مباراتنا الحاسمة أمام الشقيقة السعوديَّة، كانتْ أجواءً مَرَضيَّة مؤذية وذات طابعٍ سُمّيّ. فمن جهةٍ لم يُحسنْ بعض أعضاء الاتحاد الكرويِّ ضبط تصريحاتهم الانفعاليَّة، الأمر الذي عاد بالضرر على نفسيَّة لاعبينا وهيَّج مشاعر التحدّي في نفوس منافسينا، ومن جهةٍ أخرى التقطتْ بعض البرامج في الفضائيات العراقيَّة هذه الأزمة واستغلّتْها زعيقاً وتهريجاً من دون أدنى شعورٍ بمسؤوليَّة الكلمة وأثرها وخطورة توقيتها.
حدث ما حدث. وأمامنا موعدٌ كرويّ كبيرٌ من شأنه أنْ يُؤهّلنا لكأس العالم. وهذه دعوةٌ من "الصباح" لتلافي ما حدث في إعلامنا وعدم تكراره، وأنْ يُصار إلى ميثاق شرفٍ للإعلام الرياضيِّ يكون أحد بنوده وأبرزها تغليب مصلحة المنتخب "وبالتالي مصلحة الوطن" على كلِّ سبقٍ أو إثارةٍ أو محاولةٍ للظهور.