كشف موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن موعد إطلاق عملته الرقمية الجديدة “ ليبرا “ والمستندة إلى تكنولوجيا بلوكتشين، مغطاة بسلة عملات فعلية وبكيان مالي (مليار دولار) وإداري مستقل وبالشراكة مع كبريات الشركات ومنظومات الدفع العالمية مثل فيزا، ماستر كارد،بايبال ،أوبر ،ليفت وغيرها.
وستسمح العملة المذكورة لمليارات المستخدمين بإجراء معاملات وتحويلات مالية في جميع أنحاء العالم بدون رسوم تذكر او برسوم زهيدة للغاية، في خطوة يمكن أن تهز النظام المصرفي العالمي.
وأوضح ديفيد ماركوس مدير مشروع العملة، ان الميزات التي سوف تتوفر لليبرا سوف تحميها من ان تكون عرضة لتقلبات الأسعار والاخبار السلبية كما هو حاصل مع سوق الكربتو كورينسي، مضيفاً ان فيسبوك لن يكون قادرا على الاطلاع على بيانات المعاملات.
وأضاف ماركوس أن نظام ليبرا سوف يستخدم في بادئ الأمر بصورة أساسية في التحويلات بين العملات المختلفة. ومع ذلك، فإن رؤية المشروع طويلة المدى، هي جعل العملة وسيلة كاملة للدفع.
تحالفات
وبغية تحقيق هذا الهدف، شكل فيسبوك تحالفا مع رابطة ليبرا ومقرها جنيف بسويسرا. ومن بين أعضائها الحاليين وعددهم 28 الشركات المقدمة للخدمات المالية مثل فيزا وماستر كارد وباي بال، وهي شركات يمكنها تسهيل دمج عملة ليبرا في أنظمة الدفع.
كما انضمت للتحالف شركاتا فودافون وإي باي، بالإضافة لمنصة بوكينج وتطبيق سبوتفي الموسيقي وشركتي أوبر وليفت لخدمات النقل.
ويسعى( فيسبوك) إلى تجنب تقلبات الأسعار الحاصلة في عملات تكنولوجيا بلوك تشين مثل بيتكوين وإثريوم ولايتكوين، عبر تخصيص صندوق احتياط مؤلف من عملات مختلفة لتغطية عملة ليبرا.
وسوف تحدد رابطة ليبرا كيفية التعامل مع العملات والسندات مثل الأسهم كاحتياط للحفاظ على سعر مستقر. ولن تكون ليبرا على عكس بيتكوين، عملة يطلقها مستخدمون، ولكن سوف يتعين شراؤها من الدول الأعضاء بالرابطة أو المنصات التجارية.
كيف تعمل؟
يتم وصف (ليبرا) كوسيلة لربط الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المنصات المصرفية التقليدية. مع وجود ما يقرب من 2.4 مليار شخص يستخدمون (فيسبوك) لساعات طويلة يومياً، ويمكن أن تكون (ليبرا) مغيراً للألعاب المالية، لكنها ستواجه تمحيصاً دقيقاً، حيث يستمر (فيسبوك) في التأثير على سلسلة من فضائح الخصوصية.
وستتوفر تقنية إجراء المعاملات كتطبيق مستقل – وأيضاً على منصات (WhatsApp) و(Messenger) في وقت مبكر من العام 2020. وسوف تتيح للمستهلكين إرسال الأموال إلى بعضهم البعض، وكذلك الدفع المحتمل للسلع والخدمات باستخدام العُملة الرقمية المدعومة من (فيسبوك) بدلاً من عملتها المحلية.
معارضة وتخوّف
وبرغم أن العُملة الجديدة ستسمح لمليارات المستخدمين بإجراء المعاملات، لكنها تواجه بالفعل معارضة من المشرعين الأميركيين وسط مخاوف تتعلق بالخصوصية، والذين سارعوا إلى إثارة مخاوفهم بشأن العُملة الجديدة. إذ دعت عضوة الكونغرس ورئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، “ماكسين ووترز”، الشركة إلى وضع حد للمشروع حتى يتمكن “الكونغرس” والجهات التنظيمية من مراجعته. ودعت ، المديرين التنفيذيين للشركة ايضاً، للإدلاء بشهاداتهم أمام اللجنة.
ويواجه (فيسبوك) حاليًا غرامة بقيمة 5 مليارات دولار من لجنة “التجارة الفيدرالية الأميركية”، التي فتحت تحقيقاً لكشف المتسبب الحقيقي وراء خرق شركة “كامبريدج اناليتيكا” والتي اثارتها صحيفة (غارديان و أوبزرفر) بشأن سرقة بيانات ملايين المستخدمين للمنصة الشهيرة.
مساعدة الملايين
من جهتهم يزعم المسؤولون التنفيذيون في عملاق التواصل (فيسبوك) أن نظام (ليبرا) سيساعد ملايين الأشخاص الذين ليست لديهم حسابات مصرفية، بإمكانية الوصول إلى الهواتف المحمولة لدخول عالم البنوك وإرسال الأموال بسهولة أكبر.
وساهمت كل من هذه الشركات بمبلغ 10 ملايين دولار كحد أدنى للمشروع، مما منح الشركة أكثر من مليار دولار للعُملة الجديدة.
وتشمل الشركات المعنية: “ماستركارد، باي بال، كوين بايز،إيباي. بالإضافة إلى إنضمامها إلى “جمعية الميزان”، هناك شركات ناشئة مثل أوبر وليفت والمنظمات المالية التي لا تهدف إلى الربح والمنظمات النسائية العالمية للخدمات المصرفية، ومنصة القروض الصغيرة “كيفا”، ويزعم موقع (فيسبوك) أنها ستكون مستقلة عن الحكومات والشركة نفسها.
ويقول “كيفن ويل” نائب رئيس المنتج في (فيسبوك): “ستساعدنا هذه الأنواع من المجموعات على تحسين مهمة الإدماج المالي على المدى الطويل، وسوف يُنظر إلى هذا المشروع على أنه أداة مالية.
مضيفاً :سيتم طرح النظام الأساس على مدار العام المقبل، بهدف تمكين المستخدمين من إرسال الأموال عليه بحلول عام 2020. أما دعاة العملات المشفرة فيقولون أن دخول شركة كبيرة مثل فيسبوك إلى الفضاء هو مكسب كبير لتبني هذه
التقنية.
العُملة المشفرة
هي شكل من أشكال الأصول الرقمية التي تعتمد على شبكة من نظير إلى نظير من المستخدمين. عند مشاركة العديد من ميزات العملات التقليدية، يمكن استخدام أصول التشفير كوسيلة للتبادل.
وتعتمد العُملات المشفرة على ما يسمى بتقنية “دفتر الأستاذ الموزع”، والتي تتيح المصادقة على المعاملات من دون الحاجة إلى معالجتها أو ضمانها من قِبل سلطة مركزية. لهذا السبب هم خارج سيطرة الحكومات وغير خاضعين للرقابة المالية كما لن يتم التعرف على هوية المرسل او المتسلم.