2024.. حروب مدمّرة وصراعات واغتيالات

قضايا عربية ودولية 2024/12/31
...

 إعداد: محمد الأنصاري


شهد العام 2024 الذي يسدل الستار عليه اليوم الثلاثاء، استمرار واتساع الحروب والصراعات في مختلف مناطق العالم وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، وغابت في هذا العام أسماء كبيرة طالما شغلت الدنيا بأجمعها بينما أصيبت المنطقة بمفاجأة السقوط والانهيار الدراماتيكي لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في وقت شكّلت فيه عودة ترامب إلى البيت الأبيض حكاية أخرى بدأت فعلياً قبل تسنمه المنصب في 20 كانون الثاني المقبل.


حرب غزة

في 2024، واصل الكيان الصهيوني حربه الإجرامية على قطاع غزة التي بدأت في 7 تشرين الأول 2023، ولكن الكيان ومع استمرار الدعم الأميركي – الغربي وصمت المجتمع الدولي، ازداد توحشاً وعنفاً، فقد بلغ عدد الشهداء والجرحى في غزة أكثر من 152000 مدني فلسطيني، إضافة لتدمير مدن القطاع بالكامل ومحو أحيائها. وفي 16 تشرين الأول الماضي اغتالت فرقة خاصة من قوات الاحتلال رئيس حركة "حماس" والقائد الميداني يحيى السنوار بمواجهة دامية في رفح بقطاع غزة.


استشهاد نصر الله

وفي أيلول 2024؛ وسّع الكيان الصهيوني حربه المدمرة، لتشمل لبنان، إذ بدأ ذلك بتفجير أجهزة الاتصال لدى الآلاف من أنصار وأعضاء حزب الله، ما أدى لاستشهاد 37 وإصابة أكثر من 4 آلاف، ثم دخول الكيان بحرب شاملة عبر عدة فرق برية حاولت احتلال جنوب لبنان، وتصدت لها قوات حزب الله وكبدتها خسائر فادحة رغم الغطاء الجوي الناري الصهيوني الذي استهدف المناطق المدنية في الجنوب والضاحية الجنوبية ببيروت والبقاع وبعلبك وصور وصيدا، وفي 27 أيلول أعلن عن اغتيال سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، بعدوان جوي صهيوني على الضاحية الجنوبية ببيروت، ليعقب ذلك إعلان اغتيال رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين وعشرات من قيادات المقاومة الإسلامية بلبنان، ورغم ذلك واصلت قوات الحزب دك مدن وقواعد الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى أن أعلنت واشنطن في تشرين الأول عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني ولبنان.


الرد الإيراني

مساعي تل أبيب بتوسيع الحرب العدوانية إلى خارج غزة، تواصلت لتطول الجمهورية الإسلامية في إيران، إذ اغتالت غارة جوية للاحتلال القنصل الإيراني في دمشق إضافة لعدة مستشارين إيرانيين في سوريا، ما دفع طهران إلى الرد بضربة صاروخية وجوية مسيّرة هي الأولى المباشرة بين إيران والكيان الصهيوني، وفي نهاية شهر تموز اغتال الكيان الصهيوني رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران أثناء حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان عقب انتخابه بعد وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي الذي قضى بتحطم طائرته على الحدود مع أذربيجان، وفي مطلع تشرين الأول شنّت إيران أكبر هجوم صاروخي وجوي على الكيان الصهيوني، بينما شنت القوات الجوية للكيان الغاصب عدوانا على مناطق داخل إيران.


سقوط الأسد

في نهاية شهر تشرين الثاني، تحرك الآلاف من عناصر فصائل المعارضة السورية المسلحة من إدلب صوب المدن الأخرى، فتهاوت مدن حلب وريفها ودرعا والسويداء وحماة وحمص بيد المعارضة، لتصل إلى ريف العاصمة دمشق، وفي صباح يوم 8 كانون الأول تفاجأ العالم والمنطقة بإعلان سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد ورحيله إلى موسكو، وأعلنت المعارضة قيام إدارة جديدة لحكم سوريا وتشكيل حكومة مؤقتة لغاية شهر آذار من العام المقبل 2025، واستغل الكيان الصهيوني اضطراب الأوضاع في سوريا فدمّر عبر غارات جوية وصاروخية جميع القدرات العسكرية والقواعد الجوية والبحرية للجيش السوري، كما احتلت قوات الكيان مئات الكيلومترات داخل الأراضي السورية. 


عودة ترامب

بعد صراع سياسي أشعله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مع الحزب الديمقراطي برئاسة الرئيس جو بايدن، وبعد أن تنازل الأخير عن التنافس على منصب الرئاسة لصالح نائبته كاميلا هاريس، تمكن ترامب من ضمان العودة إلى البيت الأبيض بانتصار ساحق في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني، وقد تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال قبيل الانتخابات، أصيب في إحداهما حين كان يخطب بين أنصاره في بنسلفانيا في شهر تموز. وبعد انتصاره في الانتخابات وحتى قبلها، أطلق ترامب عدة تصريحات مثيرة للجدل.


حروب وصراعات

على امتداد العام 2024، استمرت حروب وصراعات في مختلف المناطق، كان من أبرزها الحرب الروسية – الأوكرانية التي تختتم بعد شهرين من الآن عامها الثالث على التوالي في أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد شهدت الحرب خسائر فادحة بالأرواح تجاوزت مئات الآلاف من العسكريين في الجيشين الروسي والأوكراني، فضلا عن المعدات، وخسرت أوكرانيا خلالها مساحات واسعة من أراضيها ومدنها التي سيطرت عليها القوات الروسية.

أما في السودان، فإن (الحرب المنسية) بين قوات الجيش التي يقودها عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، قد تجاوزت حدود المواجهة العسكرية بين الطرفين لتطلق حرب إبادة طالت عشرات المدن، وتجاوز عدد الضحايا الذين سقطوا منذ اندلاع الصراع في نيسان 2023 أكثر من 130 ألف قتيل، إضافة لتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وفي آسيا، تستمر التوترات بين الصين وتايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، حيث أجريت عشرات المناورات العسكرية من قبل الطرفين في استعراضات للقوة، كما شهد 2024 تصاعداً في حدة التصريحات العدائية في شبه الجزيرة الكورية بين بيونغ يانغ وسيئول، ما يهدد السلم العالمي بحرب مدمرة.


أحداث متفرقة

في مطلع 2024، قتل 89 شخصا وأصيب العشرات في سلسلة تفجيرات إرهابية ضربت مدينة كرمان، لدى إحياء ذكرى استشهاد قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، وفي آذار قتل 144 شخصاً في هجوم إرهابي مسلح طال قاعة حفلات في موسكو.

وفي تموز تمكن حزب العمال بقيادة كير ستارمر من تحقيق فوز كبير في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، وتصدر تحالف اليسار نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا، كما أعلن فوز الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو لفترة رئاسية ثالثة، بينما استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة من منصبها وهربت إلى الهند في ظل احتجاجات كبيرة ضدها، كما تم عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عقب إصداره أوامر بفرض "الأحكام العرفية" لم تستمر لأكثر من 6 ساعات، وأعلنت وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر ناهز 100 عام.