رُبَّ ضارّةٍ نافعة

الرياضة 2025/01/07
...

  بلال زكي



منذ الخسارة أمام المنتخب السعوديِّ وقبلها مع البحرين في خليجي الكويت الأخيرة، كان منتخبنا الوطنيُّ وحتّى اليوم عرضة دائمة للنقد اللاذع في جميع المنصّات سواء في البرامج الرياضيَّة أو الصحف وحتى المواقع الإلكترونيَّة نتيجة الظهور الباهت وعدم القدرة على تقديم ما كان متوقعاً منه بصفته حاملاً للقب وبطلاً للمسابقة في أربع نسخ سابقة.

أثناء الرصد والمتابعة بشكلٍ مستفيضٍ خلال المدَّة الماضية وجدنا أنَّ كمَّ النقد الكبير تركّز في غالبيته على المدرِّب الإسباني خيسوس كاساس وبدرجاتٍ أقلّ على اتحاد كرة القدم وبعض اللاعبين لاسيما أولئك الذين مضى زمنٌ طويلٌ على تواجدهم مع المنتخب في كلِّ محفلٍ واستحقاق، لكنَّ معظم النقاد إنْ لم يكنْ جميعهم انغمسوا في تشخيص انتكاسة المشاركة الخليجيَّة من دون الإشارة إلى ضرورة استلهام العبر والدروس من تلك المشاركة والتعامل معها وفقاً لمبدأ (رُبَّ ضارّةٍ نافعة) من خلال تحويلها إلى عاملٍ إيجابيّ وحافزٍ قويّ للتصحيح ومصالحة الجماهير عبر بوّابة مواجهتَيْ الكويت وفلسطين ضمن الجولتين المقبلتين للتصفيات المونديالية.

إنَّ معالجة أخطاء المشاركة الخليجيَّة ينبغي ألّا تكون حبراً على ورقٍ فقط، بل يجب أنْ تسبقها إجراءاتٌ عدَّة أهمُّها ضرورة اضطلاع اللجنة الفنيَّة “المهمّشة” بأدوارها المعهودة عبر مناقشة المدرِّب كاساس بخياراته الغريبة أثناء الاستحقاق الخليجيِّ وإصراره على تهميش اللاعبين الشباب وعدم منحهم فرصة اللعب ولو لدقائق قليلةٍ ليكونوا مؤهّلين بعد ذلك للاشتراك في التصفيات المونديالية، إضافة إلى الاطلاع على برنامج الإعداد الخاصّ بمباراتي الكويت وفلسطين وكذلك العمل على تهيئة جميع سبل الدعم الممكنة من أجل حصد النقاط الستّ كاملة بغية الاقتراب بشكلٍ كبيرٍ من انتزاع إحدى بطاقتَي التأهل المباشرتين للمونديال المقبل وتحقيق حلم طال انتظاره (40) عاماً.