جمال السماوي يروي تاريخ آلة القانون

ثقافة 2025/01/08
...

 بغداد : رشا عباس

انتهى الموسيقي جمال السماوي من وضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الموسيقي الذي من خلاله جمع تاريخ وحكايات عازفي آلة القانون في كتاب ليكون منهجاً اكاديمياً يفيد منه طلبة الموسيقى والباحثون، فضلا عن فئات أخرى من المهتمين بهذا الفن.

الكتاب ضمَّ بين دفتيه رحلة ما يقرب من الثلاثين عازفاً من أجيال مختلفة  بدءاً بمرحلة العشرينيات من القرن الماضي، حتى العام 2021 حيث سلّط الكاتب الضوء على شخصيات موسيقيّة كان لها باع طويل وأثر في العزف على آلة القانون.


جهود موسيقيَّة

يقول السماوي: اختمرت في ذهني فكرة تأليف كتاب موسيقي يضم أسماء الذين عزفوا على هذه الآلة، لكن سبقتني إحدى طالباتي بتناول هذا الموضوع في مشروع أكاديمي تربوي، بعد الاطلاع عليه لم أجد أن تلك الطالبة أعطت للموضوع حقه، إذ وجدت أن هناك العديد من الفراغات والأسماء المهمة لم تتطرّق إليها، وهذا ما عزَّ على نفسي أن اترك جهد هؤلاء الموسيقيين، لا سيما الموسيقيين الأوائل منهم مما دعاني الى تأليف كتاب خاص بي يجمع الموسيقيين الذين برعوا بالعزف على هذه الآلة منذ البداية وحتى يومنا هذا من دون استثناء أحد منهم.

ويواصل السماوي.. تاريخ عائلتي الموسيقي واهتماماتهم هو من ساعدني في البحث عن أسماء الأوائل لكون والد زوجتي من المخضرمين والمهتمين بتلك الآلة وقد استعنت بذاكرته في أرشفة الكثير من الأسماء المهمة وبحثت عنها ودونتها وكانت أول شخصية تناولتها هو يوسف زعرور من أنشط عازفي تلك الفترة وخضير الشبلي الذي رافق المقام العراقي باستخدام الأسلوب العراقي الخالص غير متأثر بالأسلوبين المصري أوالتركي. 


آفاق جديدة

وعن تجربته الموسيقية أشار السماوي، بأنه دخل معهد الفنون الجميلة في العام 1974 كان يسبقه أخوه علاء السماوي بأربع سنوات، الامر الذي جعله يعشق الموسيقى وبالتحديد آلة الكمان، إلّا أن أصابعه لم تساعده، لكون تلك الآلة تحتاج الى أصابع طويلة ورفيعة؛ لذا وجهه شقيقه للعزف على القانون، ومن هنا بدأت رحلة السماوي مع تلك الآلة 

الساحرة. 

يذكر السماوي بأنه خاض أول تجربة له بالعزف في برنامج الهواة الذي كان يبث بمحطة السماوة، بعد ذلك طورتُ أدواتي الفنيّة، حتى مرحلة تخرج شقيقي من المعهد واشغال مكانه كعازف بالفرقة في الحفل السنوي، بعدها عُينت معيداً بعنوان مدرب فني، وهنا انفتحت آفاق جديدة في رحلتي الموسيقية، حتى توقف عجلة الموسيقى في التسعينيات لغاية 2003 غيرت بوصلة حياتي وحاولت استرجاع ألق الموسيقى من جديد بتأسيس اول فرقة بعنوان "العراق الجديد" بقيادة دكتور باسل مطلب. 

السماوي يرى أن آلة القانون ساحرة كونها تستطيع ان تنتقل بمشاعر المتلقي بين الحزن والفرح والضحك، وهي الآلة الوحيدة بالفرقة، لذلك تعرف بالدستور، موضحاً في الكتاب الشكل الأول الذي كانت عليه

الآلة.


شهادة تميز 

من جهتهم، عبر بعض العازفين عن إعجابهم بالفكرة، كونها توثق تاريخهم ورحلتهم مع آلة القانون وهي شهادة تميز يمكن الرجوع اليها وحافز فني يخدم الأجيال اللاحقة للاقتداء بنا بوصفنا جيلاً سخر امكاناته الفنية والابداعية والموسيقية للارتقاء بالفن والموسيقى، بإشارة الى ان آلة القانون من أهم الآلات الشرقية فهي مكتملة الأوكتافات، حيث تعد بمثابة آلة البيانو بالنسبة للآلات الغربيّة، وتمنوا من الجهات المعنية دعم المشاريع الخاصة بالفنانين المبدعين والاهتمام بهذه الآلة الشرقية التراثية وبالملاكات التدريسية وفتح دورات لتعليمها بجانب المعاهد الموسيقية.