سامر المشعل
هناك بعض الأغاني التي تخدمها الظروف وتسهم في انتشارها بشكل كبير جداً، حتى أن مغنيها لم يكن في تصوره أن تبلغ هذه المرتبة من الشهرة، وهناك أغان على العكس تماماً لم تخدمها الظروف التي ظهرت فيها، فتذوب وتضيع ولا يلتفت اليها أحد، على الرغم من أنها تمتلك مقومات الأغنية الناجحة.
وقد لعبت الظروف لعبتها مع المطرب الشاب حمزة المحمداوي، واصبحت اغنيته "ترند" وعلى كل لسان، والفضل في ذلك يعود الى طفلة مشردة تظهر في فيديو يصورها أحد السوّاق اثناء مروره بساحة التحرير، فتتفاعل الطفلة مع الأغنية بحركات راقصة وهي تغني مع صوت المطرب "هاي أول مرة بعمري اشوف انسان عيونه امان يأخذني بعيد..".. لتعمل هذه الطفلة دعاية وإعلاناً عفوياً، جعلت الكثير يلتفت الى كلمات هذه الاغنية الجميلة وتبحث عن مطربها، وتنجح الاغنية بشكل فاق كل التصورات، بل تجاوزت المحلية نحو العربية واخذت ترددها الفرق والاصوات العربية.
الأمر الذي جعل الفنان حمزة المحمداوي يبحث عن الطفلة ويشكرها ويشتري لها الملابس وبعض الاحتياجات.
وفي جلسة تصوير عفوية وبسيطة ضمت مجموعة من الشباب يغنون لغرض التسلية، واذا بهذا التصوير يخترق كل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير جداً، لينتبه المستمعون والمشاهدون الى جمال الأغنية والصوت لذلك الشاب الذي يؤديها، وهي اغنية "طارش رحت للبصرة" للمطرب الراحل عبادي العماري الذي غناها منذ أكثر من ثلاثة عقود ولم تشتهر وتنتشر بصوته مثلما أعاد إحياءها المغني الشاب فاضل الريفي، وعلى اثر هذه الاغنية تحول الى مطرب معروف ومطلوب بالحفلات والبرامج والفضائيات، بينما كان عاملا بسيطا بالكاد يجد عملا.
كذلك تفاجأ المغني الشعبي صباح الخياط والجمهور العراقي بالنجمة المصريّة أنغام وهي تغني "على مود ابو عيون السود" وبطريقة أداء ساحرة لتعيد إحياء هذه الأغنية من جديد في فضاء الساحة العربية في الكويت، وتعيد الأنظار الى المطرب الشعبي صباح الخياط، لتأخذ وسائل الاعلام في عقد التسعينيات من القرن الماضي بالاهتمام بالفنان.
وهناك الكثير من النماذج والأغاني التي لعبت الأقدار والظروف في خدمة بعض الأغاني وجعلها منتشرة وحققت لمغنيها شهرة واسعة لا يحلم بها وهناك أغان كبيرة وجميلة لكنها للأسف ضاعت وتلاشت بسبب الظروف غير الملائمة التي رافقت ظهورها أو نتيجة عدم اهتمام من قبل مغنيها أو وسائل الإعلام بها.