حيدر عبد الجليل
المتابع لمنافسات الدوري العراقي لكرة القدم في العقدين الأخيرين بتسمياته المختلفة الممتاز والنخبة وصولاً لدوري نجوم العراق، يتفق على رأي واحد بشأن غياب اللاعب النجم أو السوبر، بخلاف ما اعتدنا عليه في المواسم الكروية مرحلة الثمانينيات والتسعينيات التي شهدت ولادة نجوم كثيرين خطّوا الكرة العراقية بحروف من ذهب بعد أن امتعونا سواء في المنافسات المحلية مع فرقهم بمنافسات الدوري أو الدولية مع المنتخبات الوطنية.
ولعل أسباباً كثيرة أدت لهذه الحال، في مقدمتها عدم اهتمام اتحاد الكرة بدوري الفئات العمرية وعدم ديمومته، كذلك الحال للأندية التي أهملت فرق الناشئين والشباب لديها، وأصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز أو المحترفين الأجانب الذين هم بطبيعة الحال بمستوى فني فقير يوازي ما يدفع لهم من مبالغ مالية ليست بالكثيرة، أضف لذلك إهمال الرياضة المدرسية إلى جانب عدم الاهتمام بكرة القدم الشعبية، مع علمنا أنهما كانا الرافدين المهمين للرياضة العراقية في عقود خلت ولمختلف الألعاب ومنها كرة القدم، فكثير من الأسماء الكروية المهمة تم اكتشافها في بطولات المدارس والجامعات وبطولات الفرق الشعبية. ومع ذلك نلاحظ قصوراً واضحاً في عمل الإدارات وعدم وجود برنامج واضح ومستمر في تأهيل اللاعبين ما انعكس بشكل سلبي على أدائهم، وعدم المحافظة على استمرارية مواهبهم في حال اكتشافها، ولا نغفل طبيعة وثقافة اللاعب العراقي التي غالباً ما تكون ضيقة الأفق وتتوقف في أول محطة يحصل فيها على مبتغاه المادي دون مواصلة طريق النجومية وعدم اهتمامه بتحقيق طموحات أكبر.
وبالتالي يجب أن تتكاتف جميع الجهود إذا ما أردنا صناعة نجوم المستقبل، فهناك خطوات كثيرة تتشارك بها جهات عدّة، من مؤسسات حكومية معنية بالشأن الرياضي مثل وزارة الشباب والرياضة ودورها في الاهتمام بالمواهب الواعدة في مراكز الموهبة الرياضية التابعة لها، مع تفعيل بطولات الرياضة المدرسية والجامعية، مع إيلاء الاهتمام ببطولات الفرق الشعبية كونها مناجم لاكتشاف النجوم، كذلك يقع على اتحاد الكرة مسؤولية كبيرة في وضع ضوابط بما يخص بطولات الدوري والمحترفين الأجانب والاهتمام بدوري الفئات العمرية وإلزام الأندية إنشاء فرق لجميع الفئات العمرية وتصعيد اللاعبين الشباب للخط الأول، في وقت لابد أن تضع هذه الأندية برامج تدريبية حديثة لتأهيل اللاعبين بدنياً وفنياً وأيضاً عدم إغفال الجانب التربوي والتعليمي لأنهما يسهمان في بناء شخصية اللاعب وتطوره في جميع المجالات.