اتحاد الكرة.. خطوات مُتباينة

الرياضة 2025/01/09
...

علي حنون

أصبح واضحاً على إثر الرحلة السيئة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة خليجي (26)، التي اختُتمت بتتويج البحرين بطلاً لها، أنَّ الأمور بمُجملها بحاجة إلى وقفة جادة يَنبري فيها ومن خلالها الاتحاد العراقي لكرة القدم، إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الإدارية، التي تُمكّن الجهاز الفني بقيادة الإسباني خيسوس كاساس من رؤيته وتُعضد من طروحاته العملية في اعتماد الخطوات، التي تتعلق بعمله بهدف تبني قرارات مهنية من شأنها تصحيح المسار والوصول بالفريق إلى الجاهزية الأفضل، خاصة أنَّ المُدة التي تفصلنا عن مُواجهتي الكويت وكوريا الجنوبية فيها من الوقت المُناسب، الذي يُعبد أمام المنتخب طريق إعادة ترتيب أوراقنا بالصورة التي تُعيننا في الحفاظ على مركزنا في المجموعة القارية الثانية ومعها الاقتراب أكثر من خطف إحدى بطاقتي التأهل المُباشر إلى مونديال (2026).

ومع أننا، كنقاد ومُتابعين معنيين بالشأن الكروي، كنا نتمنى أن يخرج لنا الاتحاد بمُؤتمر صحفي يُسلط فيه الأضواء على الجوانب المُعتمة، التي كان لها دورها السلبي في التعثر الغريب في بطولة خليجي الكويت خاصة أننا غادرنا البطولة من دوري المجموعات في نسخة عجيبة لمنتخبنا، الذي دخل المُنافسات، بطموح ورغبة المُحافظة على اللقب وتكرار إنجاز نسخة (25)، إلّا أنَّ الاتحاد فاجأنا بلقاء بعض الوجوه، التي تنضوي تحت خيمة النقاد والمعنيين للخوض في نقاشات جُلّها يتعلق بالجزء الفني، الذي لا يعني لا رئيس الاتحاد ولا الأعضاء، ولا نعرف ماالغاية من اللقاء إذا كان كل الحديث سبق وتم تداوله في منصات التواصل الاجتماعي وأيضاً عبر شاشات القنوات الفضائية وأيضا ما ضرورته (أي اللقاء) إذا كان صاحب الشأن الفني ليس حاضراً؟!.

برأينا أنَّ الأمور ما كان يجب أن تسير بهذا الاتجاه وإنما الصواب هو الركون إلى تشكيل لجنة معنية بالجانب الفني قوامها مجموعة من الخبراء والأكاديميين لمُناقشة الفواصل الفنية بتفاصيلها ومن ثم الجلوس مع الجهاز الفني وطرح كل المُخرجات على طاولته من باب الإرشاد وترك الأمر له في اتخاذ القرارات، التي يجدها ناجعة، أمّا اللقاء وبهذه الكيفية فإننا نجده مُجرد لقاء لا يُقدم ولا يُؤخر واتخذ كإسقاط فرض وامتصاص لردات غضب الجماهير والنقاد والصحافة والإعلام على الخروج الخليجي.

لسنا في معرض التدخل في شؤون الاتحاد أو بعثرة أوراق الاتفاق، الذي تنشده منظومته مع الآخرين، لكننا ومن باب الشراكة، التي على الأقل نحن من يعتقد بها لدعم المنتخب في رحلة التصفيات الحاسمة المُؤهلة للمونديال نتناول وجهة نظرنا، التي نخال أنَّ السواد الأعظم من النقاد والمتابعين يذهبون معنا بشأنها، وعدا ذلك فإنَّ كل ما يتم طرحه من قبلنا وحتى من سوانا من المعنيين هي تطلعات نتمناها للمنتخب، الذي تُعقد على ناصيته أحلام الملايين من الجماهير.