فن العمارة الاسترالي يتربع على عرش جوائز عام 2024

ثقافة 2025/01/13
...

 كيلي بورك

  ترجمة: كريمة عبد النبي


تصدر فن العمارة الأسترالي العناوين الدولية لعام 2024 بعد أن حصلت عدد من البنايات الجديدة على جوائز عالمية كأفضل تصميم.

في شهر تشرين الثاني الماضي حصلت مدرسة دارلينغتون العامة في ضواحي العاصمة الأسترالية سدني على جائزة أفضل تصميم في المهرجان العالمي لفن العمارة لتحصد بذلك لقب "بناية العام".

ولم يقتصر انجاز فن العمارة الأسترالي على هذه البناية، بل سبقها قبل شهرين تتويج البناية الجديدة لمكتبة مجلس ليفربول، وهو تصميم أسترالي، بالحصول على لقب رابع أجمل مكتبة على مستوى العالم من حيث التصميم. وقد لاقت هاتان البنايتان الكثير من الإعجاب والإطراء لما قدمته العمارة الأسترالية من تصاميم جمعت بين الثقافة والتاريخ، الأمر الذي جعل العالم يقف إجلالا لما قدمه رواد فن العمارة الاسترالي من تصاميم أذهلت العالم.

ففي المهرجان العالمي لفن العمارة، الذي بدأ عام 2008 وأصبح يعرف بـ (بينالي البندقية لفن العمارة العالمي)، تم اختيار تصميم بناية مدرسة دارلينغتون كأفضل بناية لعام 2024 ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تمكن المعماريون الأستراليون من حصد عدد من الجوائز في هذا المهرجان كأفضل عشرة مهندسين معماريين.

وحسب مؤسس المهرجان ونائب رئيس مجلس التصاميم البريطاني بول فينشي كان لأستراليا الثقل الكبير في هذا المهرجان لما قدمته من فن كان محط إعجاب الجميع. وأضاف قائلا "إن التحديات في مجال فن العمارة هو فرصة لتقديم الأفضل وإشعال المنافسة بين المصممين للإبداع في إعمالهم".

وأوضح فينش "هناك تحد خاص لدى البلدان التي كانت تعاني من الاستعمار. وهذا التحدي يقود أي مهندس معماري إلى أن يقدم عملا يجعل من خلاله الشعوب تفكر في تاريخها وثقافتها الماضية التي دمرها المستعمر خلال فترة استعماره لهذه البلدان".

أما الرئيس السابق للمعهد الأسترالي لفن العمارة ستيوارت تانر فقد أوضح في حديث خلال مهرجان عام 2024 "إن الدور الذي يمكن أن يلعبه المهندس المعماري يمكن أن يكون بمثابة وعاء للتماسك الاجتماعي". وأوضح تانر قائلا "إن ترابطنا مع المكان والبلد الأصلي يزداد قوة، كما أن تأثير تفكير السكان الأصليين للبلد حول كيفية اختيار تصاميم الأبنية أصبح واضحا".

وأضاف قائلا "لقد وصل فن العمارة في أستراليا إلى مستويات أبعد مما كان يعتقد الناس أن يصلها هذا النوع من الفن، كما أن جغرافية استراليا ومناخها يشكلان تحديا لأي معماري ويؤثران كثيرا على رفع مستواه الإبداعي".

وقد أشار تانر بالمعماري الأسترالي قائلا "كي تكون معماريا استراليا عليك أن تكون ماهرا، كما أنه يجب عليك أن تتعامل مع مجالات أوسع لتتمكن من التعامل مع هذا الفن بطريقة ذكية فيها الكثير من الإبداع". هذا وقد حصل تصميم أسترالي لإحدى قاعات الفنون على جائزة المعهد المذكور لفن العمارة لعام 2024 .

ويشير تانر إلى أن تصميم البناية التي حازت على جائزة هذا العام واجه الكثير من التحديات الهندسية والمعمارية، لكن المدهش هو كيف تمكنت هذه البناية في نهاية الأمر من توحيد جميع الآراء حول اختيارها كأفضل بناية لهذا العام.

ولم يقتصر الأمر على اختيار هذه البناية كأفضل تصميم لهذا العام، فقد حصل "مشروع غرينلاند" الذي شهدته مدينة ملبورن على جائزة المهرجان لفئة أفضل تصميم أو مخطط لعام 2024. ويمتد هذا المشروع لمسافة أربعة كيلومترات على طول الضفة الشمالية لنهر يارا ليتحول إلى سلسلة من الفضاءات المتداخلة التي تعكس مدى الترابط بين سكان المناطق التي يمتد خلالها هذا المشروع.

أما المشروع الآخر الذي حجز له مكانا بين جوائز عام 2024 فهو بناية السفارة الأسترالية في واشنطن دي.سي. حصلت هذه البناية، التي وضعت بصمة أسترالية في الولايات المتحدة، على أفضل جائزة لفئة البنايات العامة داخل الولايات المتحدة. 

وقد أشاد تانر بهذا التصميم قائلا "إن هذا التصميم يتحدث عن الضوء، المكان والأصالة وهو من التصاميم التي تستعرض الحنكة والخبرة الأسترالية على المستوى العالمي". وقد أشار أعضاء لجنة التحكيم إلى أن تصميم هذه البناية، التي حصلت على جائزة الريادة في التصميم البيئي، تعكس الريادة الأسترالية من خلال التصميم المستدام.

هذا وقد تميز عام 2024 بافتتاح أستراليا برجا من أربع طوابق يعمل بالطاقة الشمسية. ويقع المبنى، الذي بلغت تكلفته أربعون مليون دولار، وسط شارع سبنسر ضمن مدينة ملبورن. ويتوقع أن يعمل هذا البرج على انتاج طاقة أكثر من كمية الطاقة المتوقع انتاجها كونه يتضمن حوالي 2000 من الألواح الشمسية التي تعمل على انتاج الطاقة الكهربائية. 

ولم يتوقف الأمر على تصاميم البنايات المذكورة أعلاه فحسب، بل عملت مجموعة من شركات التصميم الأسترالية عام 2024 على التعاون فيما بينها لتقديم تصميم "قرية العندليب" السكنية في ضاحية برونسويك ضمن مدينة ملبورن. والقرية هي عبارة عن مجمع سكني خالٍ من الكاربون ويوفر سكنا لمختلف طبقات المجتمع الأسترالي ويضم نحو اثنين وعشرين شقة سكنية.

وإلى الجنوب من مدينة ملبورن، حاز مبنى مؤلف من إثنين وعشرين شقة على جائزة فردريك رومبيرغ لتصميم البنايات السكنية لعام 2024. وقد أشاد تانر بهذا التصميم قائلا "لقد كان هذا المكان الذي تم اختياره لهذه البناية يشكل فضاءً خالياً لكنه أصبح اليوم بناية تم تصميمها بذكاء، كما أنها أضفت جمالا لهذا المكان ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنها خلقت مجتمعا من ساكني هذه البناية".

وأخيرا اختارت مجلة ديزين للتصاميم المعمارية ومقرها لندن تصميم منزل صغير في مدينة تاسمانيا، ولاية وجزيرة أسترالية تقع على بعد 240  كلم جنوب شرق القارة،  كواحد من أفضل عشرة تصاميم للمنازل الصغيرة لعام 2024. والمنزل الذي يضم أربعة غرف مبني من الحجر وخشب البلوط. 


عن صحيفة الغارديان البريطانية