حيدر الشيبانيّ: خطُّ الثلث.. اختبارٌ للمهارات والتقنيات

ثقافة 2025/01/14
...

 رحيم رزاق الجبوري


حيدر الشيباني الذي ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1973 وتخرج من إعدادية صناعة النجف، ابتدأ ممارسة الخط العربي منذ صغره وقام بصقل موهبته منذ تسعينيات القرن المنصرم على يد أساتذة عراقيين معروفين في الخط العربي منهم "عباس البغدادي، وجاسم النجفي". 

وقد تشرف الشيباني بخط حديث الرسول الأعظم "ص": "أنا مدينة العلم وعلي بابها" على مدخل باب القبلة في العتبة العلوية المطهرة في عام 1998، وسورة النور، مع سور قرآنية في إحد الجوامع بمملكة البحرين، فضلاً عن اسهاماته العديدة في المساجد والحسينيات وعناوين الكتب واللوحات.

الشيباني يرتبط روحيا، بالخط العربي ويتذوق تفاصيله، لأنه وبحسب اعتقاده (يحمل سمات جمالية متعددة الأشكال والتعابير، فضلاً عن التوازن الإبداعي)، فالخط بالنسبة له "متنفس وشجرة يستظل بها".

يعشق الشيباني خط الثلث كثيرا، وهذا واضح من خلال أعماله، فهو يميل إليه كثيرا ويعده "عالما خاصا بحد ذاته، متفرع المزايا والخصال، وهو من الخطوط اليابسة". منوها إلى أنه "اختبار حقيقي لمهارة وتقنيات الخطاط وبيان قدراته".

ويقول الشيباني إن "استخدام الخطاط للتكنولوجيا هو سلاح ذو حدين وعليه استغلال الجانب الإيجابي له، والعمل على تطويره وفقا لما يطور الخط ويحافظ على أصالته".

ويوضح أن "الصراع الذي يواجهه الخطاط بين الأصالة والحداثة في هذه الثورة المعلوماتية إزاء تطور أنظمة الرقمنة الحديثة والتحديات من خلال تعيين سلبيات وإيجابيات استخدامها، وتأثيرها كفن وتراث ومهنة، ومدى قابلية وتطوير هذه التقنيات خدمة للأصالة والفن الإسلامي. فهناك خطاطون دخلوا لهذا الجانب وطوروا أنفسهم، ومنهم من أساء للخط لكن يبقى التذوق هو المعيار الحقيقي والفاصل بينهما".

ويختم حديثه، متطرقاً إلى قيمة الخطاط العراقي واصفا إياه بـ "المفخرة الكبيرة بالنسبة للعالم العربي والإسلامي". وبالرغم من وجود فجوة بينه وبين وزارة الثقافة بسبب غياب الدعم وعدم زجه في المعارض والمسابقات التي تعنى بالخط العربي لاسيما الدولية، إلا أنه يشيد بهذه المعارض والتظاهرات التي تجعل من الخطاط يزداد تألقا من خلال حضوره ومشاركته مع نخبة من رواد هذا الفن الأصيل والتعرف على تجارب الخطاطين من مختلف الدول، كونها تزيد من المنافسة وتقوي قدراته ومهاراته في مجال فنون الخط العربي".