{بغداد 41}.. تداعيات اجتماعية

ثقافة 2025/01/15
...

  بغداد: نوارة محمد


قُدمت الأربعاء الماضي على خشبة المسرح الوطني مسرحية "بغداد 41" التي ألفها المخرج الدكتور عقيل العبيدي وأخرجها دريد عبدالوهاب، هذا العرض الذي لاقى إقبالًا واسعًا عدّه مهتمون عودة العائلة إلى المسرح العراقي بثيمة العودة للزمن الماضي، وهو يجسد عناصر الفلكلور العراقي القديمة وطبيعة المجتمع عرفًا وتقليدًا إبان العام 1941 في بغداد.

وقال مدير الفرقة الوطنية للتمثيل والمخرج المسرحي الدكتور علاء قحطان لـ "الصباح" إن "أبرز ما ميّز هذه المسرحية مونولوج الشخصية الرئيسة واستنكارها لواقع الحياة التي يعيشها العراق في السنوات الأخيرة، وأعتقد أنَّ المؤلف قد نجح في توظيف أدواته في العودة للزمن القديم التي عاشت فيه طفولتها، فاختياراته الذكيّة تجسّد تلك الفترة الزمنيّة بكل تفصيلاتها، بدءًا من الإضاءة التي تأخذ المتلقي من دون إرادته إلى اربعينيات القرن الماضي وصولًا إلى الديكور واختياره للبيوت القديمة، وبالأخص البيوت البغدادية ذات الطراز الخاص المعروفة باسم شناشيل بغداد، وليس انتهاءً بالأغنيات والأهازيج البغدادية"، مشيراً إلى أننا بحاجة لهذا النوع من المسرح، العراق بحاجة لهذا التنوع الفني والتداخل الثقافي، ووجود الجمهور اليوم بهذا الكم يدلّ على نجاح العمل. 

أما المخرج الدكتور عقيل العبيدي فقال لـ "الصباح" إن "المسرحية تُحاكي الفترة الزمنيّة التي عاشها عراق الأربعينيات مع مطلع عام 1941، وهو يتزامن مع انبثاق الثورة الوطنية التي قادها رشيد عالي الكيلاني ضد الحكم الملكي في العراق، وأنا جسّدت تلك المرحلة واسقاطاتها داخل الحوش معتمدًا بشكل أساسي على موضوعة اللحمة الوطنيّة وعفويّة المجتمع العراقي في ذلك الزمن"، مبيّنا أنّ "البذرة الأولى للمسرحية كانت قبل عام من الآن، حينها قررنا أن نقدم مسرحية شعبيّة جماهيريّة تعيد العائلة العراقية للمسرح وتتناول فيها حقبة زمنيّة نسميها الزمن الجميل الذي يختلط فيه الماضي البغدادي مع الحاضر، واعتقد أنّنا نجحنا في دعوة الجمهور إلى المسرح وهو ما عملنا لأجله"، مشيراً إلى أن ما وددت التأكيد عليه هو وحدة الشعب ونبذ العنصريّة والتفرقة. 

العمل الذي شارك فيه الممثلون "محمد حسين عبدالرحيم، الدكتور حسين علي هارف، عهود إسماعيل، انسام كريم، حسين الريماس، إبراهيم جنو، وغيرهم"، قال عنه المخرج محمد عطا سعيد إنّ "المسرحية ناجحة موضوعًا واخراجًا وتمثيلًا. لقد شارك الجميع بإنجاحها، والمخرج كان ذكيًا بعمله وتشكيلاتها البديعة الرائعة وبملابسها الفولكلورية البغداديّة الأصلية". 

وأضاف: لقد كان استعراضًا جميلًا شارك فيه الجميع بحب، حتى جعلوا المشاهدين متابعين بشغف وبلا ملل الى كل الأحداث.. أهنئ الجميع مخرجًا ومؤلفًا وممثلين إلى الأطفال الذين أحبوا العمل". 

وتمنى سعيد لهذه المسرحية أن يستمر عرضها وتمنى من القنوات الفضائية أن تصور هذه المسرحية لأنّ الجمهور متعطش لهكذا أعمال، كما وأثنى على المخرج والمؤلف والممثلين وفريق الصوت والإنارة والديكور والأزياء.  

من جهته، قال مخرج العمل دريد عبدالوهاب إنّ: مشروع (بغداد 41) هو بالأساس رحلة إلى عراق الاربعينيات، وهو تجسيد لما خلّفته ثورة مايس عام 1941 والأضرار التي ألحقت بالبلاد، والتفكك الأسري الذي عاشته العائلة العراقيّة بعد تلك الصراعات.

وتابع أنّ "رموز العمل كثيرة ودلالاتها بدت واضحة للجمهور، في الفصل الأول جسّد (الحوش) أرض الوطن الذي تعيش فيه كل الطوائف والأعراق والهويات، وهو ما ندعو اليه، العودة الى العراق آنذاك". 

في المقابل، قالت الإعلامية مروة المظفر إنّها "عودة جميلة لهذا النوع من الفن المسرحي المتقن، أتمنى أن يُكرّس صُناعه جهوداً أكبر لمثل هذا الاشتغالات لكسب ثقة الجمهور العراقي، شخصياً عشت أجواء بغداد أيام سمعنا عنها أجدادنا ومن الكتب ورجعت إلى الوراء كما لو انني أعيش حقبة الاربعينات من دون وعي".