بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
استذكر عدد من الباحثين والمختصين في مجال الموسيقى شاعر الاغنية العراقية سيف الدين ولائي في جلسة حضرها عدد من المهتمين، الذين تحسروا على حياة شاعر احب العراق بكلماته النابعة من
الاعماق.
مقدم الجلسة الباحث حيدر شاكر بدأ حديثه:" ذات يوم سألني أحدهم ماهي مقومات الاغنية؟ أجبته:" الشعر هو الأساس في بناء الأغنية، كما البيت يحتاج إلى أساس متين.. ولو استعرضنا تلك الأسماء، التي ساهمت ببناء مجد الأغنية العراقية سنجد أكثر من مبدع ظلَّ اسمه حاضرا بين أبناء الشعب من اعلى قمة جبل إلى ابعد نقطة أو مكان بالجنوب، فكان للاعلام في حقبة النظام الدكتاتوري دورٌ في ضعف الاهتمام بالشاعر وعدم ذكر اسمه لأسباب سياسية، سيف الدين ولائي شاعر غنت له الأصوات من كلا الجنسين بنصوصه الغنائية، التي أصبحت معروفة لدى المستمع العراقي والعربي".
كتب الشاعر سيف الدين ولائي عشرات الاغاني الجميلة منها:"ادير العين، حركت الروح، ياحلو كولي اشبدلك، هذا مو انصاف منك، شد عليك، خي لا تسد الباب، ما يكفي دمع العين يابوية"، ولد في العقد الثاني من القرن العشرين ببغداد في الكاظمية من اسرة كردية فيلية عراقية، تلقى تعليمه بإحدى مدارس الكرخ تتحدث ابنته فريال المقيمة بالسويد عن والدها بأنه عراقي أبا عن جد وجذوره عراقية بامتياز، وتستغرب كيف تم تسفيره إلى إيران قبل الحرب العراقية الايرانية، حيث ادعى النظام السابق أن أصله إيراني، وهذا الامر أثار اندهاش الناس، لأن والدها من الاوائل الذين وضعوا أسس الاغنية البغدادية الحديثة وأعطى لها نكهة خاصة، فالجملة الغنائية التي كتبها كانت مشبعة بالحب، وكل أغنية لها قصة جميلة تمس صميم حياة الراحل، فقد كان شاعرا زاخر العطاء متوهج الذهن في انتقاء المفردات، ساعده في ذلك ملحنون كبار مغرمين بالأغنية البغدادية أمثال عباس جميل ورضا علي وخزعل فاضل، الذين ترجموا بصدق نصوصه الغنائية، واختتمت كلامها بالقول هل من الإنصاف أن تنسى مؤلفات ولائي الغنائية من دون التاثر بها؟ انها بلا شك أغانٍ أطربت العراقيين من دون ذكر اسمه، وهذا إجحاف كبير بحق فنان كان ولاؤه للفن وحسب، فهو أيقونة إبداعية
لا تتكرر.
الباحث الموسيقي محمد لقمان قدم شكره وتقديره لجريدة "الصباح" وأثنى على دورها في متابعة نشاطات كهذه تتناول الأغنية البغدادية، وتستذكر روادها عن طريق الباحثين والمهتمين، الذين بدورهم يعرفون الاجيال المقبلة بكتاب الاغنية الراحلين، والذين أصبحوا من النوادر، فلا بد من أن نستفيد مما لديهم من بحوث ودراسات وأهمية تقديم الدعم والتأكيد على استثمار ذلك، ودعا كليات الفنون الجميلة بأقسامها إلى تسليط الضوء على مبدعيها ومنجزهم الفني، مشيرا إلى أن الراحل سيف الدين ولائي يعد ركيزة مهمة ممن كتبوا للأغنية البغدادية حصرا، ضمن مرحلة مهمة في تاريخ الأغنية
العراقية.
وأفاد الباحث الموسيقي محمد الشمري بأن سيف الدين ولائي عراقي أصيل ولد في العراق وذاب حبا فيه، ولولا موهبته العظيمة وأمثاله من المبدعين الكبار، لما كان لجيلنا والأجيال الأخرى تراث غنائي نفتخر به، مؤكدا أن الراحل يستحق تمثالا من ذهب.