زيارة تاريخيَّة

الأولى 2025/01/15
...

 كتب رئيس التحرير:


قد تكون زيارة رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ إلى بريطانيا هي الأهمّ منذ تشكيل حكومته، لأسبابٍ عدَّة يتعلّق بعضها بتوقيتها بالغ الأهميَّة، وبتزامنها مع أحداثٍ جِسامٍ تجري في منطقة الشرق الأوسط بدأتْ في غزّة ومرَّتْ على لبنان وحطّتْ رحالها في دمشق، وهي أحداثٌ لا يمكن للعراق بحكم موقعه الجغرافيِّ النأي عنها، ولا يمكن كذلك لبريطانيا بوصفها قوّةً عالميَّة سياسيَّة واقتصاديَّة إلّا أنْ توليها اهتماماً كبيراً.

هناك عناصر أخرى تمنح الزيارة أهميَّة مضاعفة، تتمثل في الملفات التي بُحثتْ فيها، وأغلبها اقتصاديُّ ويندرج ضمن خطة حكومة السيّد السودانيّ في إصلاح الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل والاهتمام بقطاع الطاقة وتحديثه، وفي المقدِّمة منه إيلاء استخراج الغاز المصاحب وإيقاف هدره اهتماماً خاصّاً، وهو ما أكّده رئيس الوزراء في تصريحاته للصحفيين في لندن.

الحديث عن الاقتصاد كان الغالب على وقائع الزيارة، وهو أمرٌ يتوافق وحاجات العراق وخططه المستقبليَّة ويتطابق مع وعود الحكومة، لكنَّ ذلك لا يعني خلوَّ طاولة المباحثات من الملفات السياسيَّة، فالمنطقة تمرّ بمرحلةٍ انتقاليَّةٍ حرجةٍ مفتوحةٍ على احتمالاتٍ كثيرةٍ. ومن المؤكّد أنَّ تركيبة سياسيَّة إقليميَّة ماتتْ أو هي في سبيلها للانتهاء، وأنَّ تركيبة أخرى تتخلّق بتسارعٍ كبيرٍ وبتدخلاتٍ من قوى كبرى. ومن المهمِّ بمكان أنْ يكون للعراق ـ بما يمتلكه من ثقلٍ إقليميّ ـ دورٌ في الخرائط السياسيَّة الجديدة.

زيارة لندن مهمَّة، وستتضح أهميتها جلياً في قادم الأيام.