{المنحني}.. حديث عن السينما في كربلاء

ثقافة 2025/01/16
...

  كربلاء: صلاح السيلاوي


ضيّف اتحاد أدباء كربلاء المقدسة الفنان محسن الأزرق للحديث عن فيلمه "المنحني" الفائز بجائزة أفضل فيلم متكامل في مهرجان وزارة التربية للفيلم السينمائي القصير، وعرض الفيلم على قاعة الاتحاد بهذه المناسبة.

ضمت الأمسية عددا من المحاور ابتدأت بالعرض السينمائي، ثم حديث المحتفى به عن ظروف انتاج العمل، إضافة إلى تطرقه لمشكلات صناعة السينما في العراق وعلاقتها بالنص والعمل الثقافي الإبداعي على مستويات عديدة.

الأمسية التي أدارها الشاعر نبيل نعمة، تحدث في بدايتها عن أهمية الفيلم التربويّ القصير وأهم الأفلام السينمائية التي أنتجها قسم النشاط المدرسي في كربلاء المقدسة، فقال : لو استحضرنا تاريخ السينما في مدينة كربلاء،،واستبعدنا الوثائقية منها، سنقف عند عتبة النشاط المدرسي، المؤسسة التي أنتجت عشرات الأفلام القصيرة وخرجت أجيالا من الفنانيين والممثلين. 

ولو ركزنا أكثر على المدة التي تلت عام 2003 في مدينة كربلاء سنستحضر جملة من الأفلام الروائية القصيرة، التي تحولت اليوم لأرشيف مهم نعده نواة لتأريخ السينما في المدينة.

أتحدث عن أفلام (اللوحة المفقودة) و(حقائب) و(قطعة سكر) و(منال) و(انعكاس سالب) وليس أخيرا فيلم (المنحني) الذي ينتمي بتخصصه للأفلام الروائية القصيرة التي تجنح للدراما في تبنيه معالجات إنسانية وصراعات شخصية لمشاكل مجتمعية، يعد تسليط الأضواء عليها من الضروريات التي تسهم في بناء المجتمع وتضع حدا لمشكلات فتاكة باتت تهدد شرائح متنوعة منه. 

كتب السيناريو الفنان الرائع فائز النصراوي، وأخرجه الفنان المبدع محسن الأزرق، ومثل البطولة فيه الفنان ياسر الحمداني والفنانة بان عدنان بمشاركة الفنانين كاظم الشويلي وقحطان الأمير وحسيني ياسر وياسمين حيدر وشهم منتظر.

دعا بعد ذلك مدير الأمسية الجمهور للاستمتاع بمشاهدة الفيلم الذي اتخذ من الإدمان على المخدرات فكرة رئيسة عالجها عبر قصة كان الأب المدمن محورها، والزوجة والأولاد هوامشها الذين يصيرون في ما بعد ضحية للمدمن الذي يحوِّل الحياة الى كارثة بعد فقدانه القدرة على توازنه وقتله لإسرته كلها، وقد استطاع الممثلون ومخرج الفيلم تقديم فيلم امتاز بقدرته على توصيل الفكرة والمعلومة عبر الصورة، إذ لم يكن الحوار في الاحداث الا هامشا عابرا، فضلا عن تقديم الأحداث عبر كسر توقع المشاهد.

مخرج الفيلم الفنان محسن الأزرق تحدث للجمهور عن المراحل الفنيّة التي رافقت العمل، مشيرا إلى الفقر الكبير في انتاج هكذا أفلام بسبب ضعف او انعدام الميزانية المخصصة لها من قبل الدولة، مؤكدا على السعي الشخصي لدى فريق عمل الفلم على انتاجه عبر امكانياتهم المادية، متحدثا عن كواليس العمل وظروفه وكيفية تغلب الكادر على المصاعب التقنية.

ثم تطرق الأزرق للحديث عن موضوعة السينما وعلاقتها بالمسرح، فضلا عن أهمية السينما التربويّة بوصفها منظومة جماليّة فنيّة وتربويّة، ثم قرأ الناقد الدكتور عمار الياسري ورقة نقديّة عن جماليّات اللغة السينمائية للعرض الفيلمي، بعدها فتحت المداخلات، التي تعاقب عليها الشعراء صلاح السيلاوي وعدنان الموسوي وسلام البناي ومالك الشرع والقاص سلام القريني والفنان جواد العبيدي، وفي ختام الأمسية قدم رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر سلام البناي والناقد الدكتور عمار الياسري أمين الشؤون الثقافيّة الشهادات التقديرية للمحتفى به، ولعدد من العاملين في صناعة الفيلم.