علي حنون
ننتظر، ومنتخبنا الوطني لكرة القدم يقف على أعتاب مُواصلة المُنافسة لكسب جولات المحطات المُتبقية من التصفيات القارية الحاسمة المُؤهلة لمونديال 2026، وبالتحديد مُواجهتي الكويت وفلسطين في شهر آذار القادم، ننتظر أن تُترك خيارات الإسباني خيسوس كاساس على طاولته وأن ندع خياراتنا جانباً، لأنه يتحتم، ومن باب الإنصاف المهني والفني، أن تُتاح الفرصة كاملة أمام مدرب منتخبنا الوطني لاختيار القائمة، التي يجدها الأفضل والأنسب ،في كنف هذه الظروف، ليخوض فيها المُباراتين المذكورتين، كما نتمنى أن لا يظهر علينا في الفضائيات وبرامجها الرياضية بين الفينة والأخرى، من ينشد التدخل في خيارات المدير الفني وأن نضع لأنفسنا خطوطاً حمراء ليس لنا تجاوزها طالما أنها تنأى بنا عن التدخل في شؤون هي ليست من اختصاصنا.
وندرك عن يقين أنه في حال فعلنا وتجاوزنا حدود مسؤوليتنا المهنية، سنكون إزاء مشكلة حقيقية تُمثل مُغالطة تندرج في خانة الخروج عن نصِّ دورنا كشريك رُسمت له مهام ساندة وتجعل أبواب التدخل في الشؤون الفنية (سنينة) غير محمودة العواقب نُعيد فيها صورة مُعتمة كانت تُواجهها بعض وجوهنا التدريبية من قبل، التي سمحت للآخرين بالتدخل في شؤونها ما جعلها وحدها تدفع الثمن غالياً بعد تنصُّل من كانوا يدفعونها باتجاه مشاركتهم لها في خياراتها ودفعها، بالضغط والتحشيد، عبر بعض الفضائيات لاختيار عينة من الأسماء، التي حتى إن وجدها المدرب غير مُلبية لتطلعاته، فإنه يُركن في النهاية إلى استدعائها استجابة لضغوطات أصحاب الأصوات المرتفعة.
ومع أننا لدينا عديد المُؤشرات على خيارات وتوجهات وكيفية عمله، إلا أننا نبقى نُؤمن بأن الجهاز الفني الإسباني لم ولن يُحابي أو يُساير في فلسفته المهنية من يُريدون فرض آرائهم لتسويق تطلعاتهم، مع تيقننا بأن هناك من يسعى باستمرار لإيجاد السبيل، الذي يُنشد منه إيصال صوته إلى الإسباني من خلال السير في سبيل التحشيد السلبي المُضاد في منصّات التواصل للنيل من خيارات المدرب، الذي بدا أن الجميل في أمره أنه لم يلتفت لموجات النيل تلك وبقي على رؤيته، التي يُنفذها اعتماداً على اعتقادات ذاتية ينشد فيها قيادة المنتخب لنيل إحدى بطاقتي التأهل المباشر للمونديال.
ومن نافلة التأكيد على أن الأمر السديد يَتمثل بأن نعي أن خيارات المدرب خاضعة في عينة من محطات التنافس الخارجية لأمور خاصة يتعلق بعضها بعدم سماح الأندية الأوروبية للاعبين العراقيين المُحترفين في صفوفها بالمشاركة مع منتخبنا الوطني لأسباب شتى، وأخرى تقترب من عدم وضوح الصورة الفنية لبعض الوجوه المحترفة، لذلك فإن، الذي ننشد قوله أن الجهاز الفني هو من سيتحمل المسؤولية، إذ إنه سيُثاب في حال التفوق وسَتُلقى المسؤولية على عاتقه، في حال تعثُّر الفريق لا سمح الله.
وتأسيساً على ذلك نُجدد تأكيدنا بأن الإنصاف يُحتِّم على الجميع الخروج من دائرة التدخل في الشؤون الفنية وأن تُتاح لكاساس الفرصة كاملة في الاختيار وفي تحديد الأسماء، التي تضمها قائمته في أي مشاركة، ذلك فإن أمر منحه تفويضاً كاملاً لإدارة هذا الملف فيه من العدالة الشيء المطلوب وبالتالي، فإن مُحاولة البعض تطبيق فلسفة تجعله يتدخل بشؤون المدرب، إنما هي حالة صارخة من التدخل غير المُبرر، والتي تُحتم على من يتصدون لأمور المنتخب الوقوف عندها ومُساندة المدرب في القفز عليها.