محمد حمدي
سيكون العام الحالي 2025، متميزاً إلى حدود بعيدة بعدد البطولات الدولية التي ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا، وتقع بمجملها ضمن التوجه الحكومي الواسع والمدعوم للاستثمار في الرياضة والتسويق الرياضي وصولاً إلى تحويل العراق قبلة رياضية في الألعاب من خلال البطولات وتنظيمها بمختلف المدن، واعتقد أن حجم الفائدة المتوخّاة من هذه البطولات معروف جداً وبات اليوم أحد أهم مصادر الدخل في ميدان السياحة والاستثمار ولنا في العالم تجارب ماثلة للعيان في قطر والمغرب وتركيا ومصر وكيف تحولت البطولات إلى مصدر من مصادر الدخل القومي واستثمار الموارد البشرية وإنعاش سوق العمل، وقد بدأت الحركة الفعلية بهذا الجانب منذ سنوات وتعززت في بطولات كبيرة منها بطولة خليجي 25 بكرة القدم وبطولة آسيا بالقوس والسهم وغيرها ألعاب المصارعة والاسكواش وتنس الطاولة وألعاب القوى، والأجمل في هذه الفعاليات هو التفاعل الأولمبي ممثلاً برئيس اللجنة الأولمبية الدكتور عقيل مفتن ومكتبها التنفيذي في دعم البطولات إلى أبعد الحدود والتفاعل مع الاتحادات الرياضية بهدف النجاح التنظيمي.
ولكن وبسؤال بسيط طالما أن الهدف الذي يجمعنا هو النجاح في استثمار البطولات ، ترى هل وصلنا إلى مرحلة محترفة في الإدارة ؟ وهل لنا ملاكات متمرِّسة قادرة على توصيل الحدث إلى جرف الأمان ؟ الحقيقة ربما تكون الإجابة متباينة من بطولة إلى أخرى بحسب حجم البطولة والبلدان المشاركة وجماهيريتها فضلاً عن حجم الإنفاق والاستعداد لها ، ولكن بالمجمل أجزم أننا مازلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت والتدريب والخبرة للوصول إلى مستوى الطموح ، وهي خطوة مهمة أقدمت عليها اللجنة الأولمبية بتكثيف عمليات الإعداد والتدريب والمعايشة لاكتساب الخبرة الكافية ، ويجب أن تقابل بفاعلية من الاتحادات الرياضية مع الاستعانة بالجامعات والمراكز الأكاديمية في داخل العراق وخارجه لضمان الوصول إلى تنظيم بطولات مكتملة إدارياً وفنياً بملاكات شبابية من متطوعين ومتدربين على جميع المتعلقات من لحظة وصول الوفود إلى مشهد مغادرتهم البلاد مع عقد ورش عمل مكثَّفة لدراسة المتغيرات والقوانين والتعامل مع الإعلام والتسويق الإعلامي بأحدث الآليات ، نتمنى بصدق أن نشهد بطولات على مستوى متميز خلال العام الحالي تؤشر تفوقنا وتقدمنا خطوات في هذا المجال الرحب.