كتب كاظم الطائي:
يطلق عليهم أباطرة الملاعب وملوك الساحة وقضاة الساحات ويحملون في جيوبهم بطاقات ملونة وفي أفواههم صافرة لا تعزف نشازاً لها كل الصلاحية في إطلاق النغمة السارة والضارة في عرف الفرق المتبارية وإيقاف أو تواصل اللعب بفرمان منهم غير قابل للنقاش أو المعارضة.
أول حكم دولي
تُشير السجلات الأرشيفية التي اطلعت عليها عن تاريخ التحكيم الكروي في العالم إلى أنَّ القرن الثامن عشر شهد أول مسارات قضاة الملاعب وهم يقودون مباريات محلية أو منافسات دولية إلّا أنَّ أولمبياد أمستردام في العام (1928) أوضح دور أهل الصافرة في إدارة المباريات وفرض سطوتهم على أرجاء الملعب، وقد أدار الحكم البلجيكي لانغينوس أول مباراة في هذا الأولمبياد في (30 أيار 1928) بين منتخبي الأوروغواي وهولندا وانتهت بفوز الأوروغواي بهدفين نظيفين بحضور أكثر من (40) ألف متفرج وأوكلت له مباريات أخرى ضمن هذه المنافسات منها لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع بين إيطاليا ومصر، تغلب فيه الفريق الأزوري بأحد عشر هدفاً مقابل ثلاثة أهداف للفريق الشقيق وقاد البلجيكي (4) مباريات في أول بطولة لكأس العالم بكرة القدم في العام (1930) وكُلف أيضاً بمهمة مساعد حكم أو حامل الراية في مباراتين ضمن هذه البطولة وتولى إدارة اللقاء النهائي في (30 تموز 1930) بين الأرجنتين والأوروغواي وفازت الأوروغواي برباعية مقابل هدفين. ولم تخلُ المباراة من اعتراضات وشكاوى لكنه لم يُصب بأذى أو موقف مثلما تعرّض له مساعد الحكم العراقي حسين فلاح الذي أصيب بفطر بالجمجمة جرّاء رمي حجر عليه من مسافة قريبة من قبل أحد المتفرجين النشاز الذي أراد تعكير صفو لقاء جميل بين فريقي كربلاء صاحب الأرض والجمهور وضيفه دهوك وأفسد بفعلته تلك الأداء الممتع والمنافسة المثيرة بين الفريقين وترك في الذاكرة لقطة لا نريدها في رياضتنا أعادت لنا مشهداً سابقاً في هذا الملعب رحل فيه مدرب كربلاء محمد عباس باعتداء سافر.
عربياً يُعدّ الحكم المصري يوسف محمد فندي أول حكم عربي يقود نهائيات كأس العالم في نسخة إيطاليا (1934) وتولى التحكيم الدولي في العشرينيات من القرن المنصرم.
التحكيم الكروي في العراق
انطلقت الكرة العراقية مع بداية الاحتلال الإنكليزي للعراق وقادت صافراتنا مباريات بين الفرق المحلية والإنكليزية والهنود وأول دورة تحكيمية أقيمت في العراق حسب ما تذكره المصادر في العام (1936) بعد (5) سنوات من افتتاح بعض الملاعب والأندية مثل الجوية والميناء. ويُعد الراحل إسماعيل محمد إسماعيل أول عراقي ينال شهادة تحكيمية دولية في العام (1948) مع مؤسس الأولمبية العراقية أكرم فهمي وقادا العديد من المباريات المحلية والعربية.
أباطرة الملاعب العراقية
في مسيرة الكرة العراقية الكثير من رجالات الصافرة الأبرز محلياً ودولياً يتقدمهم فهمي القيمقجي وصالح فرج وإسماعيل حمودي وسامي ناجي وصبحي أديب وصلاح محمد كريم وسعدي عبد الكريم وغني الجبوري وعباس عبد الرحمن وصبحي رحيم وأسعد خضير وطارق أحمد وعادل القصاب وغالب عبد الكاظم وحازم الشيخلي ولطفي عبد القادر وشاكر محمود وعزيز كريم وحازم حسين وكاظم عودة والدكتور صباح قاسم والدكتور محمد عرب وسمير شبيب ونجم عبود وفلاح منفي وعلاء عبد القادر وصباح عبد وعلي صباح ومهند قاسم وسالم ناجي وحسين تركي ومحمد صاحب وعبد العال خضير ومحمد سلمان ومحمد طارق وأحمد كاظم وغيرهم الكثير. وفي العام المنصرم تم منح الشارة الدولية لعشرة حكام كرة من العراق للساحات المكشوفة كان بينهم مساعد الحكم المصاب حسين فلاح وهم زيد ثامر ويوسف سعيد وعلي حسين وواثق مدلل وأحمد صباح وحيدر عبد الحسين وأمير داود وأكرم علي وكرار عبد الأمير، وحظيت الصافرة العراقية بتميز عربي وآسيوي لكنها مغيّبة في بطولات كأس العالم، إذ لم يكلف من تلك القائمة الطويلة أي حكم من بلدنا بقيادة واحدة من مباريات المونديال منذ أول نسخة في العام (1930) وحتى اليوم.
كاميرات مراقبة وإجراءات احترازية
في العديد من الدول تم وضع تقنيات للتعامل مع حالات الشغب بالملاعب مثل سحب المدرج إلى خارج المستطيل الأخضر عن طريق زرّ سريع في حال وجود مشكلات أو خلل في أحد المدرجات لتتم السيطرة عليه وإبعاد المسيئين من الملعب فضلاً عن كاميرات مراقبة ترصد أي إساءة أو خدش بالصورة المعهودة للمباريات فضلاً عن وجود عناصر من أمن الملاعب أو المعنيين بتنظيم المباريات لمنع مثل تلك الحالات، لكنَّ بعض ملاعبنا للأسف كشفت عن خروقات وإن كانت بسيطة لكنها تسيء للذوق والرياضة مثل ما فعله مشجع كربلائي مع مساعد الحكم حسين فلاح الذي نُقل للمستشفى وتلقى علاجات ومتابعات ما كان لها أن تحصل لو أحسنّا تطبيق الإجراءات الكفيلة بحماية الحكام في ظل تواجد من أوغل في الإيذاء بالرغم من قلة الجمهور الحاضر.
هل يرتدي الحكام تجهيزات الحماية
نخشى أن يُجبر الحكم على ارتداء خوذة واقية للرأس ودرع واق للصدر واستحكامات أخرى خلال قيادته المباريات تشبه تجهيزات بعض الفعاليات الرياضية مثل الهوكي وكرة القدم الأميركية لمواجهة مواقف كهذه تضمن سلامة الحكام واللاعبين أو تشديد الرقابة والرصد للمخالفين ومنع دخولهم الملاعب وإجراءات أخرى تضع ملاعبنا في المقدمة بتشجيع مثالي لا خدش فيه.